المعسكرات الخارجية

هل ستحصل الفرق على العائد المتوقع من تجمعاتها ومعسكراتها الخارجية الصيفية؟ سؤال يتبادر إلى الأذهان ويفرض نفسه في كل مرة قبل سريان المشهد الكروي بالدولة، حيث يكثر النقاش حول هذه المعسكرات ومدى الأثر الذي تعكسه على جاهزية الأندية التي تنشد الإعداد والتحضير الجيد لأجل الدخول في غمار الموسم بهدوءٍ وأمان، بعيداً عن المشكلات والصدمات التي تظهر وتتحول إلى مصدر قلقٍ وإزعاجٍ دائمين.

ولغايات محددة فقد بُنيت فكرة التجمعات بهدف التقييم واستكشاف نقاط الضعف ثم التحسين، حيث إنها ممارسة متعارف عليها عالمياً مثلما فرضت نفسها محلياً منذ أن تأسست الأندية وظهرت تلك المنشآت كحاضنة رياضية لتأهيل وتطوير اللاعبين من خلال برامج تدريبية عدة، كان أحدها هذه المعسكرات التي تعتبر جُزءاً مُكملاً من منظومة البناء والإعداد، لما لها من فائدة متوقعة حال استثمارها بالشكل المطلوب الذي يُفترض أن يُنعش الفرق ويُخرجها من زاوية الركود والخمول إلى حالة من النشاط والحيوية، بما يُنمّي القدرات البدنية والفنية قبل الدخول في الأجواء الرسمية لأجندة الموسم.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل هناك خطة مدروسة أو مخرجات محددة لهذه المرحلة من الإعداد التي تُبنى عليها بقية المراحل؟ مثلما يتساءل البعض عن جدوى هذه المعسكرات طالما أن الغالبية تعود مثل ما ذهبت؟ ففي نظر المختصين هناك ضعف في الأثر والمردود الذي ينبغي أن تظهر عليه الفرق، لأسباب عديدة منها ما هو مرتبط بساعات التدريب اليومية ونوعية اللقاءات الودية، بالإضافة إلى مدى الانضباط في أوقات ما بعد التدريب والفراغ.

فالغرض الأساسي للمعسكر هو العمل على تنشيط وتغذية طاقات اللاعبين بتفعيل حساسية المباريات، ورفع معدل اللياقة تحت قائمة متنوعة من التدريبات لا تنحصر في تمرين الملعب فقط، وإنما تشمل التغذية السليمة والأكل الصحي وتمارين البنية الجسدية مع تقوية العضلات لاستشفائها، بينما الأهم هو الالتزام بساعات النوم والاستيقاظ المبكر مع تجنب السهر عدو اللاعبين الأول. فهي عوامل إن حضرت وفرضت نفسها ستعطي ثمارها دون أدنى شك، لاسيما أن اللاعب متى ما التزم واعتاد على هذا النظام، سيدخل حينها في برمجة ذهنية وجسدية لن يستطيع الخروج من دائرتها، وهو ما سيحقق منها الفوائد المرجوة التي ستمنحه وضعية مثالية، وستحميه كذلك من المخاطر المحتملة بالملاعب.

الغرض من المعسكر ليس ركوب طائرة وسفراً وتصويراً، بقدر ما هو استغلال حقيقي لمقوماته، وبما يضمن ويعكس كذلك نتائجَ ملموسة في المستطيل!

الغرض من المعسكر ليس ركوب طائرة وسفراً وتصويراً، بقدر ما هو استغلال حقيقي لمقوّماته.

Twitter: @Yousif_alahmed 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.