عندما يعمل المستحيل!

من أكثر الكلمات التي ترد على ألسنتنا كلمة «مستحيل». تقال «مستحيل» عندما لا يستطيع الشخص تصديق ما حدث؛ لأن الحدث يتنافى مع قوانين فهمه لمسألة معينة أو يتنافى مع معتقد له.

فإن قيل لشخص إن سيارته نشرت جناحين وطارت فسيقول «مستحيل»، وإن قيل لك إن أقرب الناس إليك سرقك فستقول «مستحيل»، لأنك تثق به ثقة عمياء.

لكن المستحيل يحدث أمام أعيننا كل يوم ومازلنا نردد الكلمة. «مستحيل» لغوياً من استحالة، وهو ما لا يمكن وقوعه، أو المسألة غير الممكنة. وهناك تعبير «من رابع المستحيلات» أو «من عاشر المستحيلات»، وهي مبالغة في الصيغة اللغوية لوصف شيء لا يمكن حدوثه قطعاً.

ولكن عندما ننظر إلى المسألة من منظور بسيط نجد أن كل مستحيل يقع أو وقع، ويقول المتفائلون لا يوجد مستحيل، وقالت النجمة الراحلة أودري هيبرن إنها لا تؤمن بالمستحيل عندما يتعلق الأمر بالإرادة البشرية، وقالت عندما ننظر إلى كلمة مستحيل بالإنجليزية impossible فالكلمة نفسها تقول لنا «أنا ممكن»، (تقصد أن الكلمة مؤلفة من كلمتي أنا ممكن متلاصقتين).

تستطيع كسر المستحيل عندما تغير مفاهيمك تجاه مسألة ما أو عندما تغير تفكير شخص آخر دون أن يشعر بذلك، فتتغير طباعه السلبية، وتستطيع كسر المستحيل بمنة من الله سبحانه وتعالى وفضل عندما يرزقك شيئاً دون أن تشعر به، ثم تراه صار مكتملاً أمامك.

قصة

شخص سلبي جداً لا تنفك كلمة «مستحيل» على لسانه، لأنه يفهم المسائل بطريقة واحدة فقط وغير مدرب على العمل بطرق أخرى.

هذا الشخص منتج لكن بطريقته فقط، ولا يستطيع التوافق مع أي أساليب أخرى. جلس معه مديره بعد أن تعب من سماع كلمة «مستحيل»، للتعرف إليه أكثر، فوجده دقيق الملاحظة سريع الحفظ، وكلما سأله عن إمكانية عمله لمهام معينة قال الموظف: «دون كذا وكذا مستحيل».

راقب المدير ذلك الموظف ووجده يحتك بزملائه السلبيين ويصبح أكثر سلبية وتشاؤماً، ففهم أن أول شيء يمكن فعله هو تقليل احتكاكه. قرأ المدير السيرة الذاتية لذلك الموظف ووجد أن وظائفه السابقة كانت غير مكتبية، ففهم الأمر واستدعاه إلى مكتبه، وقال له: سأوكل إليك مهمة تتطلب خروجك من المكتب.

صمت الموظف وكان المدير ينتظر سماع كلمة «مستحيل» لكنها لم تخرج من فم الأول، فعرف أنه يسير في الطريق الصحيح.

قال مطلوب منك توصيل الأجهزة من الشركة إلى العملاء، وتشرح لهم طريقة الاستخدام التي تستطيع حفظها بسهولة عن ظهر قلب، وإذا سألوك عن شيء خارج نطاق عمل الأجهزة فقل لهم «مستحيل». فقال الموظف مبتسماً: بالتأكيد.

سأل الموظف مديره: وماذا عن وضعي هنا داخل مقر الشركة والزملاء؟ فقال المدير مشيراً إلى مكاتب الموظفين: هؤلاء مستحيل أن تعمل أنت معهم فأنت سريع الفهم، ونبيه وتستطيع القيام بعملية شرح مفصلة أمام عملائنا خارج الشركة. فانفرجت أسارير الموظف وقبل المهمة فوراً وزادت إنتاجيته واختفت سلبيته.

عبرة

عندما غير المدير طريقة تفكير الموظف مستخدماً لغته «وصف العمل داخل الشركة بالمستحيل»، فإنه حول موظفاً سلبياً إلى آخر منتج. وللحديث بقية.

• تستطيع كسر المستحيل عندما تغير مفاهيمك تجاه مسألةٍ ما، أو عندما تغير تفكير شخص آخر دون أن يشعر بذلك، فتتغير طباعه السلبية.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.