لمثلها يحق الفخر
بشوشة الوجه، سمحة الملامح، في بساطة حديثها اعتداد بأصلها وماضيها الطيب وثقة في حاضرها الذي ترعاه عين الله ويحرسه رجال مخلصون.
جاءت تحمل «حلوى عمانية» صنعتها بيديها، وترحاب يسبق خطواتها، اعتادت عليه بفطرة سوية وبصحبتها زوجة ابنها وحفيدتها.
تعارفنا وأمضينا وقتاً كله مودة وألفة وضعها الله عز وجل في قلب كل منا تجاه الآخر بلا ترتيب.
كنت أرى في حضورها وجه أمي الذي ودعته قادمة إلى أبوظبي لأول مرة عام 2001 بقلب وجل ومشاعر تترقب المجهول.
تزاورنا مرات وتبادلنا التهاني بالأعياد والمناسبات وظلت ملامحها محفورة داخلي حتى اليوم.
كانت هي بصدق الانطباع الأول الذي دام للآن وبوابتي الواسعة لمجتمع النساء في الإمارات، رأيت بعيونها طيب عشرتهن، وتعرفت إلى الكثيرات اعتماداً على سيرتها وتجربتي معها، وأحسنت الظن بكل من قابلتهن، فصدق حدسي ولم أرَ منهن إلا كل جميل.
بتُّ أرى تفاصيلها وصفاتها في وجه كل امرأة من نساء هذا البلد الطيب، حجابها التراثي الأصيل وتدينها المعتدل الوسطي المحب للكون بأكمله، كرم ضيافتها وحسن استقبالها، عطرها ونقوش الحناء المبهجة، ابتسامتها الهادئة وحدبها على من حولها وحرصها على لم شمل عائلتها، فزعتها لكل محتاج وغريب يطرق بابها.
امتد الطريق لسنوات واتسعت الخطوات ومازلت أذكرها بالخير وأعلم أنها موجودة في كل بيت إماراتي، بصفاتها ونبل أخلاقها، تتوارث منهجها الفتيات وتسير على دربها الأمهات، مهما تغير الوقت وتبدلت الأحوال.
تمنيت كثيراً أن أخبرها أن لمثلها يحق الفخر، لكن مع السنوات أدركت أن كل إماراتية يحق لها أن تفخر بنفسها وتربيتها وأخلاقها، فهي وطن كبير لأخواتها من بني الإنسان، وطمأنينة للمغتربات والوحيدات، ويد ممدودة تقتسم الخير وتغيث في أوقات الأزمات.
كل إماراتية يحق لها كل هذا الفخر والثناء والتقدير الذي تلقاه من قادتها ومجتمعها وكيف لا وقد نجحت في إثبات ذاتها، فتفوقت في أرقى الجامعات وشغلت وظائف صعبة ومناصب قيادية وخدمت وطنها وحافظت على بيتها وهويتها.
نعم، يوم المرأة الإماراتية مناسبة للاحتفاء بالإنجازات التي حققتها والمكانة المميزة التي وصلت لها، لكنه قبل ذلك تأكيد على قيمها وقيمتها التي تؤصل للخير والعطاء والحب والالتزام، وتعلي من شأن المرأة في كل مكان وزمان.
@amalalmenshawi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.