الوجوه البشوشة
يأتي الليل ليسدل أستاره بعد سعي النهار وصخبه، ناعماً هادئاً مؤنساً ساكناً، يعرف الجميع أنه وقت لراحة النفوس والأبدان، فلا ضجيج ولا فوضى ولا صوت مرتفع.
يتجوّل في الشوارع وعلى جنبات الطريق وبين أزقة المساكن كل يوم ليجد في الإمارات أماناً نادراً، ذاك الذي يأمن كل منا في ظله، تأخر عائد أو الخروج لأمر طارئ أو نسيان الباب مفتوحاً.
ذاك الأمان الذي يميز الحياة في الإمارات على ما فيها من كثير المزايا، إلا أن ليلها، خصوصاً مميز ومختلف عن كل بلدان الدنيا، آمناً تماماً كنهارها وأبعد ما يكون عن القلق.
كثيرة هي الأحوال التي تجبر الناس على الذهاب ليلاً طلباً للعلاج أو لشراء شيء مهم أو لممارسة هواية المشي أو الصيد أو تأمل البحر والكون وقت سكون الليل، فلا يشغل البال خوف أو فزع، فالجميع مطمئن على نفسه وبيته وماله، ويثق بأن هناك أهل فزعة وقوم لا ينامون، يلبون النداء في أي وقت بلا كلل أو تأفف أو ملل.
إذا أردنا أن نقيم مستوى الأمن في بلد ما فأول ما نقيس به: كيف هو اطمئنان سكانه للسير ليلاً بمفردهم أو القيادة على طريق سريع موحش أو نسيان أبواب سياراتهم مفتوحة أو ترك أبواب منازلهم بلا أقفال.. كل هذا وأكثر يميز الإمارات، ليلها قبل نهارها، أمان كامل واطمئنان.
لن أبالغ إذا قلت إن رجال الشرطة في الإمارات أكبر داعم للمواطن والمقيم على السواء دون أدنى تفرقة، ولديهم حسّ إنساني وتعاملات راقية وأساليب متحضرة تأسر محبة الناس واحترامهم وتقديرهم، والجميع هنا يعرف ذلك ويتكئ عليه، حتى غدا تواجد سياراتهم على الطريق وأمام البنايات والمراكز التجارية ووسط الفعاليات، مدعاة للابتسام والامتنان والعرفان لبلد يضع أمن الناس وأمانهم أولوية لا تحتمل تأخير.
كثيرة هي المواقف التي واجهتني على مدار سنوات مضت ولم أتردد أبداً في الاتصال بخدمة الطوارئ، انفجار إطار السيارة، فقدان الطريق، انقطاع الكهرباء في البناية لأعمال الصيانة، تأخر ابني عن موعد عودته، وغيرها الكثير والكثير، وفي كل مرة كنت أجد الترحاب نفسه والعون دون سؤال عن بياناتي سوى اسمي ورقم هاتفي.
رجال الشرطة في الإمارات وجوه بشوشة خدومة، ورثوا حب الخير وفعله، وغدوا بطيب أفعالهم قريبين من الناس ومن مشكلاتهم وتطلعاتهم وحتى من أحلامهم ، لذا لا عجب أن بادلهم الجميع الحب والالتزام ولا عجب أن تحتل مدن الإمارات المراكز الأولى بين المدن الأكثر أماناً على مستوى العالم.
رجال الشرطة في الإمارات وجوه بشوشة خدومة ورثوا حب الخير وفعله.
@amalalmenshawi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.