أخطاء تحكيمية رغم «الفار»
لم تهدأ الحرب ضد أخطاء التحكيم في دوري أدنوك للمحترفين، رغم الاستعانة بتقنية الفيديو (الفار)، التي تطبق في جميع المسابقات المحلية، فمازالت الأجواء غير هادئة، ومازالت نيران الغضب تتجه نحو التحكيم في الدوري.. الحرب على تقنية (الفار) تشتعل يوماً بعد الآخر، ورغم أننا في بداية الجولة، وأمام التجربة الثالثة في تطبيق التقنية، إلا أن مشكلاتها وصخبها يزدادان مباراة بعد أخرى، وتسيطر التقنية المساعدة (var) وتأثيرها في دوري أدنوك للمحترفين، على أحاديث المحللين في البرامج الرياضية والمسؤولين في الأندية والشارع الرياضي، إذ لا يكاد يخلو نقاش من الشكوى والتهكم والسخرية من التقنية (الفار) التي جلبت أساساً لعلاج الصداع المزمن من قرارات التحكيم، فلم ينجُ أحد على ما يبدو من صداعها، وإن التقديرات فيها ليست إلكترونية، بل تعود أيضاً للحكام أنفسهم، لدرجة أن الجدل تحوّل من أخطاء حكام الساحة إلى أخطاء حكام الفيديو، الذين يبدو أنهم سرقوا الأضواء.
حكام تقنية الفيديو أصبحوا أهم من حكام الساحة، رغم أن هذه التقنية يفترض أنها كفيلة في إعطاء كل ذي حق حقه، وتقليل كثير من الأخطاء والتهورات الخفية من المدافعين، ما يعني تخفيف الظلم الذي تتعرض له الفرق، بسبب أخطاء قد تغيب عن نظر الحكم. كثرة الشكاوى وتنوعها وتفرعها، وغموضها أحياناً، تجعل المتابع يتساءل هل من المعقول أن تكون كل الفرق مظلومة في هذه التقنية؟ فبدأ الشك يدب في نفوس المتابعين بأن التقنية تخضع لمزاج الحكم نفسه، فهي لا تملك قوانين واضحة لاحتساب الأخطاء، بدليل تكرار الخطأ نفسه مع اختلاف القرارات، واتحاد الكرة قرر تطبيق (الفار) على أمل القضاء تماماً على الشكاوى المتكررة من أخطاء الحكام التي سببت جدلاً واسع النطاق في الأوساط الكروية والإعلامية، لذا نناشد اتحاد الكرة ولجنة التحكيم اختيار الحكام وحكام الفيديو لإدارة المباريات القادمة والحساسة للجولات المقبلة، وبدقة وحسن اختيار. هل الفيديو (الفار) يحتاج إلى «فار» آخر؟!
في الدوري الإنجليزي الممتاز حصلت أخطاء من حكام تقنية الفيديو، أثرت في نتيجة المباراة، وتم إيقافهم من لجنة التحكيم في الاتحاد الإنجليزي لمدة شهر عن إدارة المباريات.
ونتمنى النظر في غرفة تقنية الفيديو ومراجعة حساباتها، وما يحدث فيها ونتمنى من المحللين في البرامج الرياضية النقد البناء للقرارات التحكيمية دون التشكيك في نزاهة الحكام، حتى لا نهضم حق التحكيم الإماراتي، فإيجابياتها أكثر من سلبياتها. هل الفيديو (الفار) يحتاج إلى «فار» آخر؟!
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.