زخم عقاري تاريخي
يمر القطاع العقاري في دبي، حالياً بفترة ذهبية وتاريخية، مع مواصلته تسجيل أرقام استثنائية ومعدلات تاريخية منذ بداية العام، والتي لم يشهد لها مثيلاً من قبل، في هذا القطاع الحيوي والمهم لاقتصاد الإمارة.
ويمكن القول إن قطاع العقارات ينطلق بوتيرة غير مسبوقة، مع الأخذ في الاعتبار، الأرقام المسجلة حتى تاريخه للتصرفات الإجمالية، التي تناهز 275 مليار درهم، متضمنة مبيعات بنحو 190 مليار درهم، وهي القيمة الأعلى على الإطلاق، في تاريخ الإمارة، لتلك الفترة من العام، هذا إلى جانب ما تحقق من تصرفات سنوية هي الأعلى في 2021 بقيمة 300 مليار درهم.
وأعتقد أن دبي قادرة على كسر هذا المعدل بسهولة قريباً، خلال الفترة المتبقية من العام، وسط الزخم الاستثماري منقطع النظير والذي يفوق كل التوقعات.
ولعل ما يُشير إلى هذا الزخم، مثالاً لا حصراً، ما حدث في أسبوع واحد فقط، حيث تم إعلان بيع مشروع عقاري تتجاوز قيمته نصف المليار درهم في وقت قياسي، بلغ دقيقة واحدة، كما تم كشف النقاب عن أكبر صفقة عقارية في دبي على الإطلاق، بعد بيع قصر في السعفة (G) من جزيرة «نخلة جميرا»، بمبلغ 302.5 مليون درهم نقداً (دون رهن عقاري) في يوليو، وذلك في أحدث مؤشر إلى قفزة مبيعات العقارات الفاخرة بالإمارة، حيث كان الرقم القياسي السابق في الصيف الماضي أيضاً سجله الملياردير الهندي، موكيش أمباني، بشرائه فيلا مقابل 294 مليون درهم.
ويجب هنا ملاحظة، الارتباط بين الإقبال على أنواع شتى من العقارات، بأحجام وأشكال وتصاميم وأسعار مختلفة، بداية من العقارات المتوسطة والعادية، وصولاً إلى الفلل والعقارات الفاخرة وفائقة الفخامة.
ولعل السر في هذا الزخم، يكمن في الأسباب نفسها التي أدت إلى انتعاش السوق وتسجيل أرقام قياسية جديدة، في عام 2021، وذلك مزيج من عوامل عدة أبرزها عدد محدود من العروض (خصوصاً في المناطق المرموقة) واستمرار تدفق المستثمرين الأجانب والأثرياء.
ولسنوات عديدة، اكتسبت سوق العقارات في دبي، سمعة طيبة، لكونها سوقاً صديقة للمستثمرين، فيما جعلتها التطورات الأخيرة المتسارعة، أكثر جاذبية للمستثمرين لتصبح مفضلة بين الأثرياء أيضاً، في ظل الأمان والنمو الاستثنائي والفرص الوفيرة.
ومن المقرر، أن تصبح السوق أكثر سهولة وجاذبية للمستثمرين والأثرياء، مع الشروط المريحة للحصول على التأشيرات الذهبية والفضية والإصلاحات الأخرى، وستكون النتيجة المزيد من الاستثمار وعائد استثمار أفضل.
الخلاصة وباختصار، تبدو آفاق سوق العقارات في دبي مبشرة وواعدة للغاية للنصف الثاني من عام 2022، والنصف الأول من عام 2023، وستكون مسألة وقت لمعرفة ما إذا كان العام المقبل، سيكون قادراً على تحطيم هذا الرقم القياسي المسجل حالياً أم لا، حيث من المنتظر أن يستمر الطلب في النمو، والأسعار في الارتفاع، ما يجعل سوق دبي العقارية أرضاً خصبة للاستثمار.
• تبدو آفاق سوق العقارات في دبي مبشرة وواعدة للغاية للنصف الثاني من عام 2022، والنصف الأول من عام 2023.
رئيس مجلس إدارة «شركة دبليو كابيتال للوساطة العقارية»
WalidAlzarooni@
walid.alzarooni@gmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.