الحشف!
الحشف من التمر أردؤه، وهو الذي يجف ويصلب ويتقبض قبل نضجه، فلا يكون له نوى ولا لحاء ولا حلاوة ولا لحم، ويقال: «أحشفا وَسُوء كيلة» لمن يجمع خصلتين مكروهتين والضرع الجاف والخبز اليابس.
التمست الإقبال على شراء الكتب من قبل الأطفال والشباب وطلاب الجامعات في معرض الكتاب.
وعادة عندما يتم الإعلان عن منصة حفل التوقيع لأي كاتب يقف الزوّار طوابير ليحظوا بتوقيع الكاتب، ولكن لاحظت الكتّاب المرموقين وعلى درجة عالية من الثقافة ولهم تاريخ عريق في الكتب يمسكون بأقلامهم وملامح اليأس تظهر على ملامحهم لعدم اقتراب أحد منهم غير الأصدقاء والمقربين.
بينما يظهر «اليوتيوبر الفلاني» (أبوبنطلون ممزق) بكتاب يحطم به الأرقام القياسية للجميع.
لم أستطع أن أتمالك نفسي، أو أن أمسك لساني الطويل عن سؤال صاحبنا (أبوالبنطلون الممزق)، والذي أعرفه جيداً وأعرف ماضيه الأسود، الذي ليس له علاقة بمجال الكتابة أو الثقافة أو مثل ما يقول ربعنا المصريون «يدوب يفك الخط»! «فكان سؤالي: يا فلان أنت من متى تحولت إلى هذا المجال؟ إللي أعرفه أنك كنت تغش مني وأحياناً تنقل غلط؟ فأجاب: اسكت الله يخليك لا تفضحني؟ الله يأخذ إبليسك الواحد لازم يتطور، وبعدين حشر مع الناس عيد، يعني قص ولزق من الكتب مع شوية إخراج تمشي السالفة، ممكن تسكت ولا تخرب البرستيج يا أبولسان طويل».
وهنا تذكرت تغريدة الأستاذ أنور الخطيب: «أعتقد أن 95% من دور النشر والطباعة العربية يجب أن تغيّر مسمياتها لتصبح دور طباعة فقط، لأن النشر عملية مختلفة وموضوع آخر لا تمارسه هذه الدور.. (وأنا متفائل بالنسبة..)».
تدل دربها: نحن السبب.. وأقصد الجمهور؛ وأنا وأنت، لأن المثل يقول: «محد يسوي للحشف مكاييل».
belhouldherar@gmail.com
dbelhoul @
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.