قلبٌ واحد
أثناء زيارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لمصر قبل أيام، أعاد روّاد مواقع التواصل الاجتماعي تداول صورة للشيخ محمد كان قد نشرها بنفسه قبل خمس سنوات في حسابه بـ«تويتر». صورة له تعود لأكثر من ستة عقود (1959) وهو في العاشرة من عمره مع زعيم مصر الراحل جمال عبدالناصر ويظهر معهما الرئيس الرّاحل أنور السادات أيضاً. وانتشر مع الصورة فيديو نادر يوثّق مناسبة الصورة، وهي زيارة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم للتعرّف إلى ملامح النهضة المصرية يومها.
يظهر في الفيديو الرئيس عبدالناصر وهو يسلّم قلادة «الجمهورية العربية المتحدة» إلى الشيخ راشد، رحمه الله، ووسام الجمهورية من الدرجة الأولى إلى الشيخ محمد.
نظرتُ إلى صورة الشيخ وهو يرافق والده يمشي واثق الخطوة مع الكبار، والتفتُّ إلى صورته قبل أيام والرئيس السيسي يستقبله في قصر الاتحادية بصفته نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، وقفز إلى ذهني شريط متواصل من صور تحوّلات دبي أسعفني الحظّ بأن شهدت محطات مضيئة منها. بين صورة لقاء الزعيم عبدالناصر وصورة لقاء الرئيس السيسي 63 سنة مليئة بالإنجازات والنجاحات والتطورات المتلاحقة حولت دبي من مدينة صغيرة نائمة على كتف صحراء قاحلة إلى واحدة من أسرع المدن نمواً في العالم، حيث جعلت نصب عينيها أن تتحوّل إلى أسعد مدينة في العالم.
كان همّ دبي بقيادة الشيخ محمد مراكمة الإنجازات، لا تحقّق هدفاً إلا وعينها على هدف أبعد، وكم كنت سعيدة بالمشاركة في محطات مفصلية من هذا النجاح حين قدّمت حفل افتتاح برج خليفة وأطول شبكة مترو بدون سائق في العالم وأوبرا دبي التي احتضنت المشروع الرائد «تحديّ القراءة العربي» وقد شهد هذه السنة مشاركة أكثر من 22 مليون طالب. ولاتزال الشهية مفتوحة على التطوّر حتى استحقّت هذه المدينة وصف «كوكب دبي».
يعود صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى مصر - التي هي في وجدان كل عربي - ليحتفل مع المصريين بمرور 50 عاماً من العلاقات الأخوية المستقرّة بين البلدين واضعاً حجر الأساس لخمسين سنة أخرى من الأخوة والتعاون والعمل المشترك. وسعادتي بهذا اللقاء لا توصف؛ فأنا - مثل كل عربي – في تكويني أثرٌ مصريّ نظراً لما حفرته ثقافة «أمّ الدنيا» فينا بكتبها وأفلامها وأغانيها، بالإضافة إلى إقامتي بها سبع سنوات أثناء دراستي العليا، ومازلت أعتقد أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة هي الوجه الحديث للحضارة الإنسانية بتطوّرها وسعيها المتواصل للتقدّم، كما كانت مصر الوجه القديم لها بتاريخها الفرعوني العظيم. فمصر هي الأخت الكبرى لكل البلدان العربية، ويسعدها تقدّم الإمارات الذي يشرّف الخليج العربي كلّه لا البلد وحده.
ذهب الشيخ مع والده طفلاً حالماً إلى مصر، ورجع إليها قائداً متوّجاً بالنجاح يحمل معه تجربة استثنائية ليشرع باب المستقبل على ما يخدم شعبَيْ البلدين ملخّصاً نصف قرن من التعاون والتفاهم بجملة قالها: «مصر والإمارات قلبٌ واحد».
لاتزال الشهية مفتوحة على التطوّر حتى استحقّت هذه المدينة وصف «كوكب دبي».
@DrParweenHabib1