موريشيوس أرض السكر
تناول مقال الأسبوع الماضي خلفية تاريخية وجغرافية عن موريشيوس، واليوم نستعرض بعض الحقائق عن هذا البلد المسالم، الذي يعد من الدول القليلة التي ليس لها أي تدخل في حروب، ولا توجد لديها منازعات مع دول أخرى. تشتهر هذه الدولة الجميلة بقصب السكر، ولذا أطلق عليها أرض السكر. ويعتبر توجه موريشيوس نحو السياحة وطريقة تعاملهم مع السياح من الدروس التي يمكن للدول السياحية تعلمها، حيث يشير الكاتب علي اللافي، في موقع إفريقيا 2050، إلى أنه تم سن قانون تحت مسمى «القانون الأخلاقي للسياحة»، وهو قانون مؤلف من 32 بنداً، تؤكد على التسامح، والانفتاح، والكرم، والاعتزاز بالحس الوطني. ويؤكد السكان المحليون أنه من المهم للسائح أن يفهم أن الجزيرة ليست جنة ضائعة تستباح بها كل اللذات، ويتم تحذير السياح من التعري، لأنه استفزاز لطهر أرض الجزيرة، كما أن السكان على درجة عالية من الوعي، حيث يتم احترام السياح والعمل على أن يستمتعوا بتجربة لا تنسى، ولكن في الوقت نفسه يجب أيضاً أن يحترم السياح عادات وتقاليد الدولة.
يمكن الحصول على جواز سفر موريشيوس أو الجنسية من خلال الاستثمار عن طريق الصندوق السيادي، وبحسب موقع Travelerlibrary.com
فإنه من أهم الامتيازات التي يحصل عليها الأفراد عند استثمارهم في الحصول على جنسية موريشيوس أو جواز سفر موريشيوس، هي حرية التنقل من خلال السفر إلى 145 دولة دون الحاجة إلى الحصول على تأشيرة مسبقة، تشمل هذه الدول منطقة «الشنغن» ودول الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا والمملكة المتحدة وغيرها.
والجدير بالذكر أن موريشيوس هي إحدى دول الكومنولث، ويتحدث السكان الفرنسية والإنجليزية بطلاقة كلغات رئيسة، كما أن التعليم في موريشيوس مجاني، وتبلغ ميزانية التعليم 13% من الدخل القومي، وهي من أعلى النسب في العالم، ويصل متوسط العمر في موريشيوس إلى 75 عاماً، ويعشق الموريشيسيون الطعام، ولذلك تجد عندهم أطباقهم الخاصة، ولكنها تشبه كثيراً الأطباق الآسيوية، والصينية والفرنسية.
والموسيقى الوطنية هي موسيقى السيغا، وهو نوع خاص بسكان الجمهورية، ولها رقصة خاصة، بحيث يحرك الناس أجسامهم فقط، مع تثبيت أقدامهم على الأرض. ينحدر ثلثا سكان موريشيوس من أصول هندية باكستانية، ومعظمهم من أبناء العمال الذين جلبتهم بريطانيا للعمل في مزارع قصب السكر بعد إلغاء تجارة الرقيق.
الشي اللافت للنظر في سياسة الحكومة، أنها كان من الممكن أن تكتفي بالسياحة وقصب السكر وتعتمد عليهما في اقتصادها، ولكن تم الانتباه لأهمية تنوع الاقتصاد، فبدأت الدولة بتحويل بعض مزارع القصب إلى مزارع للزهور والمانغو والليتشي، وتلك السلع عليها طلب كبير، حيث يتم تصديرها إلى أوروبا، كذلك توسعت في صناعة الملابس. كما أن برنامج الاستثمار للمتقاعدين الأغنياء يؤتي ثماره، حيث يأتي كثيرون ممن ينشدون الهدوء والسلام، ويضخون استثمارات تسهم كثيراً في دفع عجلة البناء بالدولة. وكمتخصص في الجودة والتعلم المؤسسي أعتبر موريشيوس مثالاً يحتذى به في تطبيق معايير الجودة والتعلم من كل المصادر المتاحة. وأعدكم بسرد المزيد بعد زيارتي تلك الجزيرة الجميلة قريباً، بإذن الله.
@Alaa_Garad
Garad@alaagarad.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.