«بوشلاخ»!
مُسمى «بوشلاخ» عبارة عن صفة مرتبطة بالكذب، وكلمة «شلاخ» باللهجة الخليجية تعني الشخص الكذّاب، وعندما يريد شخص ما أن يصف أحداً يناديه بـ«الشلاخ». فهناك نوعان من «الشلاخين»: «الشلاخ» الذي يمدح وينفخ نفسه ويصنع لها البطولات والانتصارات والفتوحات وهذا النوع العجيب، والنوع الآخر الذي يخلق الفتن والمشاكل بين الناس ويؤلف قصصاً ويخترع الروايات.
وهنا أتذكر «بوشلاخ» صاحبي الذي يتفوق على من حوله بقصص تفوقهم بطولة وكذباً، ففي إحدى المرات ذكر «شلخة» قوية لازالت عالقة في ذهني وهو يذكرها، إذ قال إنه تعرّض لحادث وانقلبت السيارة «ثلاث قلبات»، ولكن قدر المرق لم ينسكب!
لست أخصائياً نفسياً لأحلل شخصيته! ولكن في اعتقادي أنه ممن يحاولون أن يجذبوا انتباه من حولهم بقصص لا تمت للحقيقة والواقع بصلة، قد يكون تشخيصهم من ضمن المرضى النفسيين أو ممن يعانون انفصاماً، أو عقدة النقص التي لاحقتهم منذ الصغر، أو جزءاً من تربيتهم المليئة بالعقد، ومع مرور الوقت وازدياد مساحة معرفة من حولهم بأكاذيبهم التصقوا بمسمى «الشلاخين».
دائرة «بوشلاخ» محدودة بعالم مصغر لا يتجاوز الأقارب والأصدقاء والمجالس التي يوجد فيها، وهو عالم مليء بقصص وبطولات هراء، والأدهى من ذلك التشهير بفلان وترقية فلان وعطيت فلان، ولكن دائماً في المقدمة وإلى الأمام إن شاء الله..
لكن واقعنا اليوم فرض علينا «شلاخين» من نوع فاخر، وتصنيفات عديدة كـ«الشلاخ» السياسي، والرياضي، والثقافي، والديني، والاجتماعي، حتى «اختلط الحابل بالنابل» والجمهور يصفق ويهتف بأسمائهم. السؤال الذي يطرح نفسه: «ما الذي يسعى إليه هؤلاء؟».. وللعلم أخطرهم «بوشلاخ» السياسي الذي يغلق هاتفه بعدما كسب أصوات الناخبين، و«بوشلاخ النذل» الذي لم يسلم زملاؤه من فتنته عند المدير! أما بالنسبة لي أخطرهم «بوشلاخ» صاحب ابتسامة هوليوود الذي يبتسم أمامي ويطعن في ظهري!
تدل دربها: عزيزي «بوشلاخ» أحب أهديك أغنية الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر: «ما نسيناه.. روحوا قولوا له ترانا ما نسيناه.. من عرفناه».
belhouldherar@gmail.com
dbelhoul@
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.