«2022».. عام عقاري بامتياز
مع اقترابه من النهاية، يمكن القول إن 2022 كان «عاماً عقارياً بامتياز» في دبي، بعد الأرقام الاستثنائية المسجلة في ظل ارتفاع الطلب، والنجاحات الكبيرة، والتطور الواسع لاقتصاد الإمارة ككل، وسط مبيعات عقارية قياسية، تعد الأعلى على الإطلاق.
وتحصد دبي نتائج سياسات اقتصادية أكثر انفتاحاً على العالم، ساعدت القطاع العقاري على تحقيق طفرة في المبيعات في العام الجاري بنحو 260 مليار درهم، فيما يقترب إجمالي التصرفات العقارية من مستوى 400 مليار درهم.
وكسر القطاع العقاري في دبي، خلال هذا العام، قاعدة الرهن مقابل الشراء، التي جاءت مستمدة من قوة الملاءة المالية للمستثمرين والمشترين، وأعطت دفعاً كبيراً لشراء العقارات، وتوافر السيولة المالية لطرح المزيد من المشروعات بالسوق، وسط طلب قوي على فئات السكن، لاسيما السكن الفاخرة، الذي جاوزت الأسعار فيه أعلى مستويات منذ عام 2014، ولايزال هناك طلب قوي ومستمر.
وكان للتشريعات التنظيمية والقوانين الحاكمة دور واضح في تعزيز المبيعات في السوق، وسط سهولة البيع والشراء، والثقة الكبير بالنظام العقاري، فضلاً عن تسهيلات الإقامة، التي تعزز التنوع السكني في الإمارة، وتزيد الطلب باستمرار على العقارات السكنية، بما حافظ على توازن السوق على صعيد العرض والطلب، وشجع المطورون العقاريين على إطلاق مشروعات جديدة لمواكبة هذا الطلب.
ولا يمكن أن نغفل أن عام 2022 كان استثنائياً أيضاً بفضل الفعاليات الاقتصادية والعقارية التي شهدتها دبي، أهمها بالطبع معرض «إكسبو 2020» الذي انتهي في مارس الماضي، والذي كان له دور بارز في الترويج الجيد للإمارة، بجانب معرض «سيتي سكيب»، الذي انطلق في نوفمبر الماضي، وكان شاهداً حياً على التطور الهائل والمثمر في القطاع، إضافة إلى احتضان المنطقة لتنظيم كأس العالم (قطر 2022) على مدار شهري نوفمبر وديسمبر.
وخلال 2022 أيضاً، رسّخت دبي مكانتها كأفضل مدينة لتملك العقارات الفاخرة في السوق العالمية، في زمن «ما بعد كوفيد-19»، وأصبحت المدينة الأعلى دولياً من حيث العائد الاستثماري على العقار، وجذبت أثرياء العالم إليها، وباتت تستقطب المستثمرين ورؤوس الأموال الأجنبية، بعد أن كانت تتركز على المستثمرين المحليين، لتشهد زيادة ملموسة في بيع العقارات الفاخرة والمميزة، بالتزامن مع زيادة استثمارات أصحاب الثروات والدخل المرتفع، وذلك بفضل وجود البنية التحتية المتطورة، إلى جانب نمط الحياة المميز، الذي يشمل أفضل الفنادق والمطاعم في العالم، ووسائل الراحة الاستثنائية التي تقدمها، التي جعلت منها الوجهة الأفضل للعمل والحياة والاستثمار.
توقعات 2023، للقطاع العقاري في دبي، تبدو أكثر إشراقاً، رغم التحديات الاقتصادية حول العالم، إلا أن النهج الاستباقي لحكومة دبي يسهم دائماً في امتصاص الصدمات الاقتصادية، والتكيف معها، وتحويل الأزمات إلى مكاسب كبيرة.
• دبي تحصد نتائج سياسات اقتصادية أكثر انفتاحاً على العالم.
رئيس مجلس إدارة «شركة دبليو كابيتال للوساطة العقارية»
WalidAlzarooni@
walid.alzarooni@gmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.