أنْصِت لها
نحن النساء نحب من ينصت لنا، يسمع كامل قصتنا، ويفهم وجعنا، ويحترم غضبنا، وفي نهاية كل يوم يخبرنا أنه بصدق يقف في صفنا، يقوي ضعفنا، ويحزن لحزننا.
نحن النساء، نحب من يهتم لحالنا، ويحفظ تفاصيلنا، ويسعد لسعادتنا، ومستعد دوماً ليخسر نقاشه معنا، فقط ليرسم ابتسامة على وجهنا.
نحن النساء، نحب من يكتفي بنا، فلا يفكر في خيانة أو غدر أو بديل، من يعرف قدرنا، ويستوعب تقلباتنا، ويقبلنا بعيوبنا، ويتقبل أعذارنا، ويضحي بوقته لأجل صحبتنا.
نحن النساء، نحب من يجعلنا - دون العالم - أولوية حياته، والاستثناء الذي يُقَدم على كل الأشياء.
نحن النساء، أعمدة البيوت، ومصابيحها المضيئة، ومصدر بهجتها، وأُنس لياليها، والشريك الذي لا يمل مهما امتد العمر أو بعدت المسافات.
نحن النساء، نصون العهد، ونبقي على الود، ونعرف جيداً قدر الرجل الذي نحمل اسمه أو نعيش في كنفه، نحفظ سره وستره، ونتحمل معه وجع الأيام.
نحن النساء، عنوان الصبر وأهله، فلا ضجر إن تبدلت الأحوال، أو شكوى إن ضاقت الأرزاق.
نحن النساء، نخفي خلف التماسك ألف طفلةٍ تود لو تبكي بأعلى الصوت، وتصرخ في وجه حماقات العالم وضغوطه التي لا تنتهي.
نحن النساء، نختبئ خلف الكبرياء، نبحث حولنا في كل وقت عن متكأ وسند، ونتقوى بالصمت، ننتظر العطاء بلا طلب، ونطمئن للأفعال لا الكلمات.
نحن النساء، نثق ونغض الطرف ونتجاهل علنا نرتاح، نأمل بالخير، ونتفاءل بالأفضل كل صباح، ونطوى صفحات الأمس، ونحتفظ فقط بحلو الذكريات.
نحن النساء، يسعدنا الكلام العذب وحلو العبارات والثناء، وإن كان مجاملة، وتشحذ طاقاتنا نظرات الرضا وكلمات الشكر.
نحن النساء، نسعد من القلب لأبسط سبب، رسالة سريعة على الهاتف وسط صخب الانشغال، هدية صغيرة تحمل كلمة «أُحبكِ»، تذكّر تاريخ مميز، عودة مبكرة للبيت بلا أسباب.
هكذا، كل النساء، ولدنَ على فطرة سوية، وأغلبنا نشأن وتربين على ذات القيم والأخلاق في كل مجتمعاتنا العربية.
أفزعني كثيراً نقاش حاد دار على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بين رجال ونساء، حول انتشار الخيانة وهدم البيوت، وأن المرأة طرف أصيل في كل ذلك. نعم المرأة طرف لكنها، الاستثناء على ملايين النساء اللواتي يحفظن البيوت والأعراض، ويخفن الله في السر والعلن، ومن الغبن بخسهن حقهن، والتقليل من شأنهن، وتصدير صورة مشوهة عنهن.
نحن النساء نصف البيت ونصف المجتمع ونصف الحياة، ولابد أن يقابل ذلك نصف آخر يؤدى دوراً أساسه القوامة الحقيقية، والاستيعاب والتمسك بالقيم النبيلة، والحرص عليها قبل غرسها في ابنته أو مطالبة زوجته بها، أما ذلك الاستثناء الشاذ من النساء فللحديث بقية.
• نسعد من القلب لأبسط سبب: رسالة سريعة على الهاتف وسط صخب الانشغال، هدية صغيرة تحمل كلمة «أُحبكِ»، تذكّر تاريخ مميز، عودة مبكرة للبيت بلا أسباب.
amalalmenshawi@
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.