كلمة رئيسة التحرير
4 يناير.. المناسبة الأغلى
4 يناير، ليس تاريخاً عادياً بالنسبة لدولة الإمارات عموماً، ودبي على وجه الخصوص. إنه تاريخ لبدء مرحلة جديدة من مسيرة دبي ونهضتها وعزتها على أيدي القادة العظماء الذين صنعوا مجدها ومازالوا.
4 يناير مناسبة مهمة، ليس فقط لسرد ما يمكن سرده من إنجازات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بل الأهم لاستحضار قيم محمد بن راشد، ومُثله وأخلاقياته وتمثل عزيمته، والتعمق في مدرسته، واستلهام الدروس من خبراته ومعارفه وتجاربه التي لا تشبه أي خبرة أو معرفة أو تجربة.
4 يناير محطة مهمة نتلمس فيها ملامح من مسيرة قائد كبير بحجم محمد بن راشد، لنقول له: شكراً أيها القائد الفذ، الزعيم المُلهم، الإداري الناجح، الشاعر المرهف الإحساس، الأب الحنون، فارس العرب وعاشق الخيل والفروسية، المُحب لوطنه وأمته، المنتمي للثقافة الإنسانية على اتساع مفرداتها وأخلاقياتها وتسامحها، صانع مجد دبي الحلم.
إن مباعث الفخر بقيادة محمد بن راشد كثيرة، بل وكثيرة جداً، لكن أهمها أن فلسفة القيادة لديه تتعدى الإطار التنظيري، على أهميته من قائد يمتلك خبرة واسعة مثله، إلى الفعل على الأرض، فالإنجازات شواهد، ومعالم النهضة أكبر من أن تُحصى. ومن هنا لا نبالغ إن قلنا إن كتاب «رؤيتي» لسموه أهم كتاب لقائد عالمي على الإطلاق، لأنه يقدم إطاراً نظرياً متفرداً للقيادة والحكمة في مختلف الظروف والأحوال، وفي الوقت نفسه يزخر بتطبيقات على الأرض، وتجارب واسعة مدعمة بمسيرة نهضوية شاملة ماثلة للعيان لا تقبل التشكيك. فبات هذا الكتاب مرجعاً في التنمية، والتميز، والقيادة، والإدارة، يعلي من قدرة الإنسان العربي على التميز والإبداع وتحويل الحلم إلى حقيقة.
ولا شك أن تجربة سموه المتفردة في دبي، قد وجدت سبيلها لتعم بخيرها الدولة كلها، ليصبح مجلس الوزراء في عهده مثالاً للإنجاز والمثابرة لكل المؤسسات الاتحادية والمحلية، في إطار من التكامل الخلاق، والانسجام التام بين مكونات البيت «المتوحد» كما أراده صاحب الرؤية الثاقبة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
مما لفتني خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء برئاسة محمد بن راشد ما تم عرضه من إنجازات بكل شفافية أمام أفراد الجمهور، واتضح حجم العمل الضخم الذي اضطلع به المجلس من قرارات وسياسات حكومية تم تطويرها وإقرارها، وقوانين اتحادية تم تحديثها وإصدارها، ولوائح تنظيمية وطنية تم صياغتها وإقرارها وتنفيذها، مرفقاً بها ما يؤكد أن المسيرة لا تتوقف، بل ترنو إلى المزيد، حيث إن تأكيد سموه أن قطاعاتنا الاقتصادية والاجتماعية والبنية التحتية والرقمية باتت أكثر استعداداً للمرحلة المقبلة، جاء ليعطي المرحلة المقبلة عناوينها العريضة، بما ينسجم مع تطلعات المواطنين والمقيمين، ومن خلال أولويات وطنية خمس، هي: الهوية الوطنية وترسيخها، والبيئة وتعزيز استدامتها، والمنظومة التعليمية وتطوير رؤيتها ومؤشراتها ومخرجاتها، وعملية التوطين وتسريعها، وشراكاتنا الاقتصادية الدولية وتوسيعها وهي أولويات تتطلب حكومة هي الأكثر قدرة على التكيف عالمياً بفضل جهود فرق عملها.
4 يناير، المناسبة الأغلى، وتاريخ تجديد البيعة والعهد والولاء لقادتنا ودولتنا، فيه نجدد العهد على محبة قائد بصماته في كل مكان، في شوارعنا ومطاراتنا ومنازلنا ومصانعنا ومزارعنا ومدارسنا وجامعاتنا، وقبل كل ذلك، في إنساننا الذي وصل الفضاء، وبات يختبر أبعد مسافات عن كوكبنا ليكون للعرب مساهمة في جهد علمي خلاق لصالح البشرية كلها. وكذلك في مستقبلنا الذي يراه محمد بن راشد الآن، وفي مجد دولتنا التي باتت لا تنافس إلا نفسها.
MunaBusamra@
Muna.busamra@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.