كلمة رئيسة التحرير
«D33».. تذكّروا هذا الاسم جيداً
من الآن وحتى عام 2033، سيظل هذا الرمز (D33) عنواناً عريضاً لتجدد دبي وتطورها، وبلوغها مراتب من الأعلى في العالم، العنوان الذي تندرج تحته تفاصيل ضخمة، وجهود كبيرة، ومشروعات عملاقة، تضم 100 مشروع تحولي، وبمستهدفات اقتصادية طموحة، تسعى إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي، خلال العقد المقبل، وصولاً إلى عام 2033، وهو العام الذي تكمل فيه دبي الحديثة 200 عام، وهو العام الذي ستكون فيه دبي المركز الاقتصادي العالمي الأهم، والعام الذي تكتمل فيه رحلة دبي الاقتصادية، وترسّخ فيه موقعها ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية حول العالم.
(D33).. احفظوا هذا الاسم جيداً، أجندة دبي الاقتصادية للسنوات الـ10 المقبلة ليست أجندة عادية، إنها عنوان مرحلة مليئة بالتحديات والفرص، وورشة لبناء اقتصاد مستدام، يفتح ذراعيه للعالم، ويتواصل مع المبتكرين والمستثمرين الباحثين عن بيئة عمل مثالية لاستثماراتهم. ففي خضم تحولات إقليمية ودولية استثنائية، وفي ضوء التوقعات بأن يشهد العالم حالة من عدم اليقين الاقتصادي، تعاكس دبي هذه التوقعات، وتذهب باتجاه منطقها الذي آمنت به منذ عقود، ونجحت به أيما نجاح، وهو أن الفرص إنما تأتي من بطن الأزمات، وأن الإنجاز يحصده من يخطط وينفذ على الأرض، لا من يكتفي بالتنظير والثرثرة، وأن المستقبل يبدأ الآن وليس بعد أشهر أو سنوات.
مع إطلاق أجندة دبي الاقتصادية (D33)، يرفع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من جديد سقف الطموحات والتوقعات إلى مستويات غير مسبوقة، كما أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، الذي أعلن أيضاً أن فرق العمل ستبدأ فوراً بالعمل على المهمة الجديدة، لترسيخ مكانة الإمارة ضمن أهم ثلاث مدن اقتصادية في العالم بحلول 2033، مع تأكيد سموه أن المواطن سيبقى في صدارة أولويات حكومة دبي.
«الأجندة» الاقتصادية، أو قل البشارة الاقتصادية التي أطلقها محمد بن راشد، تستند إلى عناصر واضحة من القوة، على رأسها وجود قائد ملهم لا يعرف المستحيل، وفرق عمل مبدعة قادرة على الإنجاز، لأن فلسفة سموه تقوم على أن القائد الناجح يصنع قادة نجباء ناجحين، والمؤسسات الناجحة هي تلك التي تصنع البيئة المناسبة للإبداع والابتكار.
«الأجندة» الاقتصادية الطموحة تسعى إلى تعزيز التفاعل مع مكونات القطاع الاقتصادي في دبي والإمارات، ورفع مستوى التنافسية، وتطوير مسيرة التنمية المستدامة، عبر استثمار الموقع الاستراتيجي المتفرد والمتميز لدبي، وبنيتها التحتية المتطورة، لكي تظل الوجهة المفضلة لكبرى الشركات العالمية. وتحمل «D33» مستهدفات طموحة، تعمل على تحقيقها خلال العقد المقبل، حيث تسعى إلى رفع إجمالي حجم التجارة الخارجية من 14.2 تريليون درهم في العقد الماضي، إلى 25.6 تريليون درهم للسلع والخدمات للعقد المقبل. ورفع مساهمة الاستثمار الأجنبي المباشر في اقتصاد دبي من متوسط 32 مليار درهم سنوياً في العقد الماضي إلى متوسط 60 مليار درهم سنوياً للعقد المقبل، وتوليد قيمة اقتصادية جديدة من التحول الرقمي نحو الاقتصاد الجديد بمتوسط 100 مليار درهم سنوياً سيضيفها إلى اقتصاد دبي، وهو ما يحقق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نحو ترسيخ مكانة دبي عاصمةً عالميةً للاقتصاد الرقمي، ولاعباً مهماً في المنظومة الرقمية العالمية.
لا يتنفس العالم إلا من رئة الاقتصاد، ومن لديه اقتصاد منتج فاعل منافس قادر على توليد الفرص، ويهيئ البيئة المناسبة للاستثمار ونمو الأعمال، يضمن البقاء في دائرة الفعل والإنتاج، ومن يتقاعس ويتردد لا مكان له في مستقبل مليء بالتحديات، لذلك تعرف دبي جيداً موقعها الاقتصادي العالمي خلال السنوات المقبلة، وتدرك، كما أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن «العالم يفسح الطريق لمن يعرف ماذا يريد»، ودبي تعرف جيداً ماذا تريد.
MunaBusamra@
Muna.busamra@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.