لقاء أخوي مطلوب
ما من شك في أن المنطقة العربية تعيش فوق صفيح ساخن، إذ إنها محاصرة بالمشكلات السياسية، والتوترات المتصاعدة، والأزمات الاقتصادية المستفحلة، والأخطار الداهمة من قبل أطراف إقليمية تحاول استغلال حالة الفراغ التي تعاني منها المنطقة منذ سنوات عدة.
ونتيجة لهذا الوضع المتأزم، لم تالُ دولة الإمارات جهداً في سبيل حل الخلافات والنزاعات، ومحاولة إزالة أسبابها من جذورها، واضعة التضامن العربي كهدف أسمى أمام أعينها، ورفعة ورفاهية المنطقة مبتغاها، وهذا هو دور قيادتها منذ نشأتها، إذ ظلت دوماً نقطة التقاء للعرب جميعاً، وداعمة لكل الجهود الخيّرة التي تلبي طموحات الأمة.
وتبنت الإمارات على الدوام مبدأ الوحدة، وهو إرث راسخ بناه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورسّخ أسسه، ونهج يؤكد أن الدولة لا تبحث عن دور قيادي في قضايا المنطقة، وإنما لمشاركة أخواتها الدول العربية في وضع تصورات لحل المشكلات، وتخفيف الأزمات التي تعيشها المنطقة.
وضمن سياق هذه السياسة الحكيمة، استضاف رئيس الدولة، حفظه الله، لقاءً أخوياً تشاورياً مع إخوانه من قادة دول مجلس التعاون والأردن ومصر، تحت عنوان «الازدهار والاستقرار في المنطقة»، بهدف ترسيخ التعاون وتعميقه بين دولهم الشقيقة في المجالات التي تخدم التنمية والاستقرار في المنطقة، إيماناً من القيادة الرشيدة بأن وحدة الصف العربي هي من الأسس لبناء علاقات جوار إقليمي قائمة على مبادئ الاحترام والشراكة والتعاون والتعايش.
ونظراً لأن دولة الإمارات تتطلع دوماً إلى المستقبل، فهي ترى أن الفترة المقبلة تتطلب التركيز على الحوار والتعاون، وبناء جسور التواصل، لبلورة حلول مبتكرة ودائمة لتحديات العصر.
وليس بالإمكان فصل منطقتنا عما يحدث في العالم من مشكلات، لأن العالم لم يعد جزراً بعيدة غير مترابطة، بل قرية صغيرة، تتأثر دوله بما يحدث في أي بقعة فيه، وخير دليل ما يحدث في أوكرانيا، وما يشهده الشرق الأوسط من توترات في أكثر من مكان.
وأمام تحقيق هذه الغايات النبيلة، فإن دولة الإمارات تدعم الجهود المبذولة كافة، والعمل العربي المشترك، لتجاوز الظروف التي تمر بها المنطقة، لتنعم الأمة العربية بالأمن والاستقرار والازدهار. وهي تسعى إلى بناء رؤية جماعية مشتركة، تهدف إلى مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، ولا يفوتها في مسعاها هذا أن تركز على وحدة الصف العربي، لأنها واحدة من الأسس لبناء علاقات جوار إقليمي قائمة على مبادئ الاحترام والشراكة والتعاون والتعايش.
MunaBusamra@
Muna.busamra@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.