2023 عام الاستدامة (1)
إن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، لعام 2023، على أنه «عام الاستدامة»، توجيه قيادي لتحفيز مؤسسات الوطن وأركانه وأفراده وشركاته على تطوير إسهاماتهم المجتمعية البيئية، ودعوة لإطلاق باقات تكاملية من المبادرات المؤسسية (تشمل القطاعين الحكومي والخاص)، وحتى الأفراد، لتعالج تحديات الاحتباس الحراري وتغير المناخ وتسهم في تبني الاستدامة كنهج يومي.
كما أن هذا التوجه يعكس التوازن المطلوب بين النظرة الاستراتيجية والرؤية بعيدة المدى، والحلول السريعة الفورية، فمؤتمر «COP28» على بعد أشهر قليلة، حيث تستضيف الدولة، العالم في توازن محسوب، مع احتفالات الدولة بالعيد الوطني. هل سنرى تغييراً استراتيجياً على مستوى المؤسسات ومبادرات نوعية؟ مثل العمل عن بُعد لفئات معينة في فصل الصيف لخفض البصمة الكربونية المؤسسية لأجهزة التبريد؟ أو تفعيل التعليم عن بُعد، في فترة ارتفاع درجات الحرارة للأسباب ذاتها؟
هل سنشهد توجهاً مؤسسياً لتعزيز تحول الطاقة، وحلولاً تمويلية وطنية، وتغييرات تشريعية من قبل بعض الجهات، بما يسمح بتحقيق ربحية من توليد الطاقة الشمسية؟ أو سنرى قياساً للنضج الرقمي ونسب التحول لجاهزية العمل عن بُعد؟ أو مدى نضج البيانات وجهوزيتنا لنشر تقارير البيئة والمسؤولية المجتمعية والحوكمة والامتثال الـ«ESG»؟ حيث لاتزال هذه الممارسة اختيارية طوعية، بينما نأمل أن تتحول لممارسة تحفزها جوائز التميز وتقييماتها، أو مؤشرات الأداء المؤسسي الاستراتيجية.
إن الاستدامة نهج استراتيجي وفكر مؤسسي يستدعي تغير أنماط الحياة، وتضحيات بسيطة ببعض المسلمات غير الثابتة، ولعل إعلان قائد المئوية، العام الجاري، «عام الاستدامة»، أداة للتغيير ومحرك خارق لتبني تطبيقات وممارسات بيئية تعزز مكانة الوطن كنموذج عالمي للاستدامة.
• الاستدامة نهج استراتيجي وفكر مؤسسي يستدعي تغير أنماط الحياة.
مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.