«عقد من التأثير»

‏إن «استشراف حكومات المستقبل» ليس جملة رنانة أو تشويقاً إعلانياً، بل جهد جهيد لفرق من الباحثين ومطوري السياسات المؤسسية والمبتكرين الدوليين والخبراء الاستراتيجيين وصناع القرار مع نخبة منتقاة من المطورين لتقنيات ثورية وناشئة والثورة الصناعية الرابعة.

ولعل أحد أكثر الأنشطة تشويقاً اللقاء الثاني المرتقب بعد خمس سنوات من اللقاء الأول بين رائد الأعمال العالمي والمبتكر المثير للجدل أحياناً بصراحته، إيلون ماسك، مع وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، محمد القرقاوي، قائد الفرق التي تعمل على مدار الساعة لنقل رؤى القيادة الإماراتية للعالم في مسيرة من نقل المعرفة استمرت عقداً من الزمان وعززت مكانة وطن التسامح كمنبر إشعاع حضاري ونموذج عالمي للتميز المؤسسي، حيث أثار اللقاء الأول خيالاً وطموحاً جامحاً لتطلعات إنسانية للحياة في الفضاء، ولربما عزز تطلعات برامج الفضاء والاستدامة وتحول الطاقة للكثير من الجهات.

إن «عقد من التأثير» ليس شعاراً رناناً للقمة العالمية للحكومات 2023، بل واقع ملموس نستشفه من خلال الحماس واللهفة للاطلاع على كل ما هو جديد ومبتكر في العمل الحكومي، والتحول الرقمي واستشراف وجاهزية المستقبل.

وتأتي القمة العالمية للحكومات كفعالية سنوية، أو ربما نستطيع أن نسميها «إكسبو الحكومات»، حيث يجتمع صناع القرار في تطبيق عملي لاستراتيجية دولة الإمارات بعقد شراكة فاعلة وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة، وابتكار نماذج أعمال جديدة لبناء مستقبل أفضل للبشرية.

وتطورت وارتقت القمة دولياً لتصبح اليوم مرجعاً عالمياً للحكومات والدول والقيادات، ومن قصة للابتكار وتصميم المستقبل والتعاون والحوار البناء الهادف لتطوير العمل الحكومي عالمياً، فتم تعزيز المعارف الحكومية وآليات اكتسابها وتناقلها والارتقاء بها، بالتوازي مع صياغة توجهات مستقبلية تعزز المرونة المؤسسية لمواكبة التحولات في عالم متغير.

‏ومع تنامي تحديات الاقتصاد العالمي ومخاوف تجدد وقوع أزمات اقتصادية عالمية، لأسباب متعددة، أصبحت مناقشة آفاق النمو الاقتصادي العالمي ضرورة ملحة، مع مسؤولية أخلاقية تجاه دراسة ومناقشة الأبعاد الاجتماعية والإنسانية وحماية الفئات الأكثر ضعفاً، فخط الفقر أو حد الرفاه، أياً كان المسمى، مسؤولية حكومية صعبة تتطلب دراسات معمقة، وتحليلاً مركباً وتطبيقات لعلوم البيانات.

ولعل أكثر النماذج الوطنية والعالمية إنسانية برنامج «سلطان للعيش الكريم»، وهو ما نتطلع لعرض عنه في حلقات النقاش أو دراسات النماذج الأكثر إنسانية، وما تم من إجراء مسح نفقات من قبل مؤسسات حكومية إحصائية متخصصة لتوفير دراسات ونتائج لدعم اتخاذ القرار، ومن ثم ما تم لبناء خط استحقاق للمساعدات الاجتماعية خط الفقر/الرفاه، وتحديد خط مستوى المعيشة اللائق والحد الأدنى له في إمارة الشارقة، وكذلك الحد الأدنى للتقاعد المحلي والحد الأدنى للتوظيف.

إن النموذج الإماراتي المتميز يستحق عرضه بمنصة خاصة نسميها «نموذج الإمارات» لتشكل أيقونات عالمية من الممارسات المتميزة، ولعلها تضم أيضاً ممارساتنا المتميزة وممكناتها من جوائز وبرامج نقل معرفة حكومية، وإسهامات إنسانية قدمتها يد العطاء الإماراتية، مقرونة بالخدمات الرقمية التي طورناها أو وثقنا ريادتها عالمياً لدول أخرى كتلك التي نافست أو فازت بجائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف.

مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.