رئاسة قمة المناخ «COP28»
«إننا لسنا ما نقول.. بل نحن ما نفعل»، مقولة مأثورة عن الفيلسوف والأديب الفرنسي، جان بول سارتر، وتطورت في وطن الأحلام لتصبح الأحلام حقيقة وواقعاً نعيشه. وحظي مشروع تحول الطاقة وتطور الدولة من بلد نفطي وحيد الدخل تحديداً، من طموح الأب المؤسس، إلى دعم ومتابعة من قيادات الدولة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بفكر تبني الطاقة المتجددة، سواء نووية أو شمسية، مروراً بتصميم وتنفيذ مشاريع عدة، داخل الدولة وخارجها، وصولاً إلى الافتتاح الرسمي، ومنها مشاريع عالمية مثل «مصفوفة لندن» أو «بينونة في الأردن» منذ أيام قليلة.
لقد تابعت القيادة كل مراحل التطور، وأسهمت في تذليل العقبات لنثبت للعالم أننا قادرون على تطويع الظروف، ولا يستطيع أي ظرف أن يثنينا عن أهدافنا.
فقيادتنا صاحبة همّة وعزيمة وطموح، ونقتبس ما كتبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تغريدة قال فيها بكل اعتزاز: «أنجزنا عملنا في وقته كما وعدنا.. نقول ما نفعل.. ونفعل ما نقول»، والتي أتت قبل بدء فعاليات «إكسبو 2020 دبي». وقيادة دولة الإمارات الحكيمة، عودتنا على تحقيق الصعوبات وإنجاز المستحيل والريادة العالمية، حيث تُعد الدولة اليوم مركزاً عالمياً لانعقاد واستضافة أهم الفعاليات وأنجحها على مستوى العالم، خلال السنوات الأخيرة.
وأتى اعتماد استضافة «COP28» استثماراً لريادة الدولة عالمياً في هذا الجانب، وإسهاماتها التاريخية، وقيادتها للجهود الفعلية لمكافحة آثار الاحتباس الحراري والتغير المناخي، وجهود تحول الطاقة، وإنجازاً مستحقاً يستكمل نجاحات «إكسبو 2020 دبي»، فمدينة «إكسبو دبي» ستكون مقر انعقاد القمة العالمية والدورة القادمة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28». ورسالتنا المثبتة هي أن الإمارات أحد أهم المراكز العالمية المعنية بقضايا المناخ، وتشهد طوال العام سلسلة من الأحداث والفعاليات والمؤتمرات الدولية المعنية بملف التغير المناخي والاستدامة، مشكلة في مجملها حراكاً دائماً يجمع قادة العالم وعلمائه وأبرز الفاعلين فيه لتعزيز الجهود العالمية في هذا الإطار.
ولعل إعلان استحواذ «أدنوك» على حصة رئيسة في شركة «مصدر»، عكس بوادر الخطط الاستراتيجية والفكر الذي نستشرف به المستقبل ويجهزنا لعصر ما بعد الكربون، بنموذج إماراتي رائد عالمياً بصناعة الطاقة المستقبلية المتجددة، معززاً مكانة أحد أكبر ركائز تحول الطاقة عالمياً في قارات العالم الخمس، مرسخاً بناء وتوفير ممكنات تحول الطاقة محلياً وعالمياً.
إن من يتعامل مع وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعين لمؤتمر «COP28» رئيس مجلس إدارة «مصدر»، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، يدرك حسّه العال من المسؤولية الوطنية، وتكليف القيادة الإماراتية له العمل على قيادة تمكين تحول الطاقة، وبناء نموذج إماراتي يعكس مكانتنا المتفردة بين الأمم، وإسهاماتنا في أمن الطاقة العالمي ومستقبل البشرية، هو الفكر الذي نراه ينعكس بتطور «أدنوك» وتحولها من إنتاج للوقود الأحفوري فقط، إلى أحد أهم أعمدة الصناعة وتحول الطاقة عالمياً، بتوفير مكونات وركائز محورية وفق مراحل وخطط طموحة.
إن هذا التكليف لرئاسة الدورة القادمة لمؤتمر «COP28»، يعكس رسالة وقدوة إماراتية نبيلة، بأهمية تولي قيادات العالم كافة، والصناعات النفطية بالأخص مسؤولياتهم الإنسانية تجاه البشرية والكوكب، لتحقيق التغيير المطلوب، وتحول الطاقة المستهدف، ولتكون الإمارات دائماً وأبداً، نموذجاً إنسانياً سباقاً، ومثالاً لقيادات الاقتصاد والصناعة.
إن الحملة الإعلامية الموجهة تذكرنا بوقف بث إحدى القنوات العالمية تغطيتها احتفالات رأس السنة، والتركيز على حريق بمبنى فندق بدبي، وهو ما تحول لشهادة عالمية بريادتنا بالتعامل مع كل الظروف والمتغيرات بمرونة مؤسسية سبقت مؤسسي هذا الفكر، ودرس وإثبات عملي لـ«نقول ما نفعل.. ونفعل ما نقول».
مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.