انبعاثات صفرية (2)
اعتمدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أم الإمارات، يوم 15 مارس من كل عام، يوماً للطفل الإماراتي، ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار «حق الطفل في بيئة آمنة ومستدامة»، بالتوافق مع إعلان عام الاستدامة، ويبين حقاً أساسياً للطفل ألا وهو حق الحماية والعيش في بيئة آمنة.
ولعل هذا التوافق يشجعنا على طرح الاسترشاد بإطار عمل الأمم المتحدة «الرياضة من أجل المناخ»، لتطوير إطار عمل عالمي مركب يركز على تعزيز المعايير والمبادرات الخاصة بحماية الطفل من مخاطر التغير المناخي والأخطار البيئية التي تتزايد بسبب ارتفاع الملوثات والمواد الخطرة والجرائم البيئية على العموم، حيث يمكن أن يكون الإنتربول، المنظمة الشرطية الدولية، إحدى ركائز تطوير هذا الإطار الدولي لجهودهم المشهودة في مكافحة الجرائم البيئية، وبصمة تعكس التوافق الإماراتي في ظل أول قيادة عربية إسلامية إماراتية لهذه المنظمة الدولية المتمثلة في شخص اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، الذي تشرفت بالعمل معه لأعوام طوال بصفتي مستشار تقني وأمني بالإضافة للعمل الإداري كمدير لمكتبه، والذي تنوّعت مسؤولياته وقتها لإشرافه وقيادته آنذاك للعديد من المشاريع والمبادرات الأمنية والتقنية على المستويين المحلي الاتحادي والإقليمي (مثل تأسيس مكتب شؤون الضحايا، وتأسيس فريق البحث والإنقاذ الوطني واعتماده من قبل الأمم المتحدة)، بالإضافة إلى المشاريع التقنية التي أسهمت في خفض البصمة الكربونية وتقليل الحاجة إلى الانتقال إلى مراكز الخدمة، بالإضافة إلى التوعية بالتغير المناخي حيث كانت القيادة العامة لشرطة أبوظبي، أول جهة شرطية ولربما محلية عام 2008 تشارك بفعالية ساعة الأرض، ناهيك عن تبني التقنيات الخضراء في كل المشاريع الشرطية والأمنية والتقنية.
هذه الخبرات والنجاحات الإماراتية تدفعنا للثقة بقدراتنا على تحقيق هذه المواءمة الطموحة، والتكامل المؤسسي العالمي، ولربما تدفعنا استضافة (COP28)، إلى التطلع لمشاركة ودعم القيادات الوزارية الجديدة بوزارة تنمية المجتمع ممثلة بشما المزروعي، ووزارة التربية ممثلة بالدكتور أحمد بلهول الفلاسي، لمثل هذه المبادرات، ما سيترك بصمة عالمية، يمكن ربطها بحماية الطفل عالمياً، ولربما يسمى بـ«إعلان الإمارات لحماية الطفل من مخاطر التغير المناخي».
إن القيادة الإماراتية حريصة على تحقيق كل ما يسهم في حماية الإنسانية، وما شهده الشعب والعالم من ترسيخ لحرص القيادة بكلمات «لا تشلون هم»، يدفعنا إلى رفع سقف التوقعات بمبادرات مؤسسية تعكس إسهامات الإمارات الإنسانية المتميزة عالمياً.
ولربما نصبح أول مقر لنماذج أخرى متميزة، أول مدرسة صفرية الانبعاث، مع برامج توعية عالمية الأثر والمحتوى، موجهة لجميع فئات المجتمع، خصوصاً الأطفال. ولربما ينمو هذا التوجه ليشكل نماذج مركبة بكل ما يخص الأطفال والناشئة.
مستشار إداري وتحوّل رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.