التميّز العقاري والمعالم الأيقونية
أسهمت المشروعات العقارية الأيقونية، أو بالأحرى «معالم دبي الأيقونية»، بشكل كبير في دعم قطاعي العقارات والسياحة بالإمارة، وتحويلها إلى وجهة مفضلة للمستثمرين والزوار من جميع أنحاء العالم.
وأكثر من ذلك، أن هذه المشروعات لم تدعم المنطقة التي تقع بها فقط، بل كانت بمثابة معلم جذب وقيمة مضافة للمناطق القريبة منها والمحيطة بها، وقيمة مضافة كذلك لاقتصاد الإمارة وبيئتها الاستثمارية.
مشروع القناة المائية مثلاً يعد من أكبر المشروعات التي غيّرت وجه دبي، وأضفت حركة غير متوقعة على قطاعات العقارات والسياحة والتجارة.
نخلة جميرا، هي الأخرى من أكبر وأكثر المشروعات الأيقونية التي ابتكرتها دبي في العصر الحالي، وأكثر منطقة فعالة في صنع المشهد العقاري والسياحي بالإمارة منذ سنوات، بل وامتد تأثيرها إلى المناطق المجاورة لها.. كيف ذلك؟
اليوم أصبح الكثير من المطورين يعتمدون على المشروعات الأيقونية في طرح مشروعاتهم الجديدة، فعندما يتم طرح أحد المشروعات العقارية يحرص المطور أن يكون سهل الوصول إلى «النخلة» مثلاً أو إلى «دبي مول» وبرج خليفة، أو بإطلالات على واحدة من تلك المشروعات.
وسعيد الحظ من يجمع بينها جميعها لإضفاء الجاذبية وميزة خاصة على مشروعه.
من هذا المنطلق نستنتج أن المناطق العقارية والسياحية المميزة لا تكمن قيمتها على نفس الموقع الذي توجد به فقط، وإنما هي تمثل قيمة مضافة للمواقع والمناطق المحيطة والمدينة التي تقع بها كاملة، وحتى الدولة بشكل عام، لأنها تصبح بمثابة علامة تجارية تشتهر بها عالمياً.
اليوم، إذا قلنا نخلة جميرا، «أتلانتس»، برج العرب، برج خليفة، قناة دبي المائية، والقائمة طويلة.. كلها تعتبر إضافات للمشهد العقاري والسياحي لإمارة دبي، ومعالم استقطاب دولية تجذب السياح للإمارة، ومنها للدولة ككل، وعلاوة على ذلك فهي ترفع من قيمة العقارات القريبة أو المطلة عليها شراءً وإيجاراً، حيث إن سعر شراء أو تأجير وحدة عقارية بإطلالة على القناة أو «النخلة» أو برج خليفة مثلاً، أعلى من سعر شقة مشابهة لها من دون واحدة من هذه الإطلالات، وسعر وحدة عقارية في أحد أبراج «مارينا دبي» أعلى من سعر شقة في أحدث مشروعات منطقة القصيص أو النهدة مثلاً، بحكم الموقع والقرب من المعالم الكبرى.
وغير بعيد عن ذلك، العقارات التي تقع بمحيط تلك المعالم، لدى ملّاكها فرصة كبيرة للاستفادة من المفهوم الاستثماري الجديد بالسوق «بيوت العطلات»، فالمنطقة تساعدهم على تحويل وحداتهم إلى بيوت عطلات بسهولة، مع جني عوائد استثمارية أكبر من غيرها، بحكم موقعها.
الفكرة أن المشروعات الأيقونية لعبت دوراً كبيراً في ترسيخ مكانة القطاع العقاري عالمياً، وهذا ما يجب الوعي به، وفي حالة تأسيس مناطق أو وجهات استثمارية جديدة، فلابد من استحداث مشروع ابتكاري بها، يكون بمثابة نقطة جذب جديدة لتلك المناطق، لكن يبقى الأمر متعلقاً بمدى جرأة المطور الذي يمكنه أن يخطط لمثل هذه المشروعات ومقدرته على تنفيذها.
حتى الآن لاتزال المعالم الأيقونية التي اشتهرت بها دبي منذ سنوات تشكل مصدر جذب واهتمام للمطورين والمستثمرين والسيّاح، فهل سنرى معالم أخرى في الأجل القريب؟
• «أصبح الكثير من المطورين حالياً يعتمدون على المشروعات الأيقونية في طرح مشروعاتهم الجديدة».
ismailalhammadi@
Ismail.alhammadi@alruwad.ae
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.