«قلبي اطمأن»
نقدمه، فيغمر قلوبنا وأرواحنا طُهراً وسمواً وترفعاً، قبل أن يصل إلى غيرنا.
نتشارك به الخير والفضل شكراً للنعم، وطمعاً في رضا المولى جل وعلا، وتقرباً أن يديم عطاياه وستره علينا.
ينزع من صدورنا الأثرة وحب الظهور والاستعراض البغيض، ويُعلمنا أن المنح والمنع بيد الملك سبحانه وحده، ويؤكد حقيقة أننا وكلاء فقط لله، لا نملك إلا أن نوصل الأمانة إلى أصحابها دون تفضّل أو منّة.
يدخل البهجة على النفوس الحائرة، ويطمئنها بأنها ليست وحيدة في هذا العالم، وأن هناك من يشعر بها.
ينشر السلام بين البشر، ويطفئ جذوة الحسد والغيرة بين الناس، ويسد حاجة المعوزين، ويرسم البسمة على الوجوه، ويعيد الثقة بإنسانيتنا وحدبنا على بعضنا البعض.
يصاحبه إحساس جميل لا يعرفه إلا من اختبره، ليدرك بعد كل مرة صدق مقولة: «لأن تعطي خير وأجمل ألف مرة من أن تأخذ».
إنه العطاء ومتعته التي تملؤنا نوراً واقتراباً كلما امتدت به يدنا، أو شاركنا فيه ولو بكلمة أو لفتة أو سؤال خالص لوجه الله.
العطاء والكرم والبذل والإيثار كلها صفات من روح الله الكريمة، تُعيد بناء شخصياتنا، وتُغيّر نظرتنا للحياة، وتخلق فينا القدرة عن التخلي عن الأشياء، وعدم التعلق بحب تملكها، أو السعي خلف سراب امتلاك الأفضل في كل شيء.
العطاء حصن وعز لصاحبه، ورفعة لشأنه، وباب مفتوح للزيادة، ويقينا بأن وجودنا في الحياة عابر، وملكياتنا بها مؤقتة، على سبيل الانتفاع ليس إلا؛ وهذا ما نحتاج أن نعتاده ونعود أبناءنا عليه.
كل هذه المشاعر وأكثر نشعر بها كل عام مع البرنامج المميز «قلبي اطمأن»، الذي أصبح تيمة وعلامة مميزة لشهر رمضان المبارك، ينشر الخير، ويفتح للناس أبواباً للأمل، ويُسعد الأمهات والأطفال في شتى البقاع، ويرسم الابتسامة على وجوه الصغار.
«قلبي اطمأن» ليس مجرد فكرة نجحت في إيقاظ إحساسنا بأخوتنا في الإنسانية، بل تخطى ذلك إلى حب عمل الخير وإغاثة الملهوف، وأصل قيم الإمارات السمحة في المنح والعطاء، وأوجد في كل بلد ألف «غيث» يمد يد العون لقومه وعشيرته.
«قلبي اطمأن» صوت للضمير الإنساني، وانعكاس للجانب المضيء داخل كل منا، ودليل على أن «الناس للناس»، والدنيا مازالت بخير، وأن لكل منا نصيباً من اسمه أيها «الغيث».
صوت للضمير الإنساني وانعكاس للجانب المضيء داخل كل منا ودليل على أن «الناس للناس» والدنيا مازالت بخير..
@amalalmenshawi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.