‏روح دبي

‏جاءت تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ‏التي أعاد فيها نشر النتائج المالية السنوية لشركة طيران الإمارات، وبيّن فيها أهم الأرقام، حيث ارتفعت العائدات بنسبة 81% لتتجاوز 119 مليار درهم، وبربحية فاقت 10 مليارات درهم، فيما فاق عدد الركاب 43 مليون مسافر، يعمل على راحتهم 102 ألف موظف، معلناً سموه أن هذا العام هو الأعلى ربحية على الإطلاق بتاريخ الشركة، وبعد أسوأ أزمة عالمية مرت على قطاع الطيران العالمي في آخر ثلاث سنوات (جائحة كوفيدـ19).

تعكس هذه الأرقام وتؤكد ما تكرره قيادتنا الرشيدة من أن «الأزمات لا تزيدنا إلا قوة، ولا تمر الأعوام إلا ونحن أشد إصراراً على الصدارة العالمية». وما تحققه «طيران الإمارات» من نجاحات مبهرة وأرقام عالمية دليل على أنها مرآة لنجاح دبي والإمارات، فهي «روح دبي»، وجزء من أدواتها الأقوى أثراً والأكثر تأثيراً، بلا منازع، ومهما سعى الآخرون أو صرفوا، فلن ينجحوا إلا بتقليد هذا النموذج الإماراتي المتميز، وبتكاليف يصعب معها تحقيق أي ربح يذكر.

وقدرت العائدات، قبل الجائحة، بما يعادل 37.5% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي، ووصل الأثر الداعم للشركة الوطنية لأكثر من 754.5 ألف وظيفة، وتشير التقديرات إلى أن «طيران الإمارات» قد تصل لنقل 70 مليون مسافر، حيث تتضمن مشروعات الشركة رفع قدرات البنية التحتية لدعم نمو الركاب والاستفادة منه.

وتأتي خطط الشركة كجزء من المشروعات الطموحة لتنويع مصادر الدخل، لتثبت عبقرية وشجاعة وجرأة غير مسبوقة لقيادة طموحة حققت المستحيل، وكما نقلتنا من التأسيس إلى التمكين، وتنقلنا بقفزات بشرية طموحة من التمكين للمئوية، لندخل عصر الفضاء وصناعات الطيران. وتشير بعض التقديرات إلى أن صناعة النقل الجوي في الدولة، بما في ذلك شركات الطيران وسلاسل التوريد الخاصة بها، تدعم الناتج المحلي الإجمالي بـ19.3 مليار دولار، حيث يدعم إنفاق السياح الأجانب الناتج المحلي الإجمالي أيضاً بـ28.1 مليار دولار أخرى، ليصل الإجمالي إلى 47.4 مليار دولار.

‏إعلان «طيران الإمارات» عن إنشاء صندوق استدامة الطيران بقيمة 200 مليون دولار، وهو أكبر التزام منفرد من قبل أي ناقلة جوية بشأن الاستدامة يركز على المشروعات التي من شأنها الحد من تأثير الوقود الأحفوري في الطيران، رسالة إماراتية قولاً وفعلاً، تثبت سعينا نحو العمل المشترك لعقد الشراكات مع المؤسسات الرائدة في مجال البحوث والتطوير، للمساهمة بشكل فعال في إيجاد حلول عملية لاستدامة الطيران التجاري على المدى الطويل عالمياً.

لقد تطرقنا لمبادرات إماراتية عالمية في مقال سابق (انبعاثات صفرية)، وتدفعنا الحماسة وحرصنا على الريادة لأن نقترح تطوير شراكة كل من «طيران الإمارات» و«الاتحاد للطيران»، لإنشاء برنامج مشترك للاستدامة، لتوحيد الجهود الوطنية في إجراء تجارب على إنتاج وقود للطائرات من النباتات الصحراوية، عبر دعم مشترك لمبادرة وزارة التغير المناخي والبيئة، واتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة (اتحاد أبحاث غير ربحي يتبع لمعهد مصدر)، لإطلاق أول مشروع تجريبي في العالم لأبحاث الطاقة الحيوية المستدامة باستخدام النباتات والأراضي الصحراوية المروية بمياه البحر لإنتاج الغذاء ووقود الطائرات، لتعزيز ودعم إعلان اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة في يناير 2019 عن انطلاق أول رحلة طيران تجارية في العالم تشغّل باستخدام وقود مستدام، أُنتج محلياً في الدولة، بطائرة لـ«الاتحاد للطيران»، التي انطلقت من أبوظبي إلى أمستردام، لتمثل إنجازاً في مسيرة تطوير وقود طائرات بديل ونظيف بيئياً، بهدف تقليل الانبعاثات الكربونية.

إن إنتاج وقود الطائرات الصديق للبيئة حل مبتكر ومستدام، سيسهم في تحقيق انخفاض كبير في الانبعاثات الضارة، ويعزز مكانتنا بين الدول الرائدة في هذا المجال.

ودفع عجلة الابتكار لإيجاد حلول طويلة الأمد للتخلص من الانبعاثات الكربونية لتحقيق النقل المستدام، أمر حيوي، ولا يقتصر الدعم المطلوب على تطوير وقود مستدام بكميات وافرة وكلفة معقولة، بل يجب أيضاً التخلّص من الانبعاثات، وهو التحدي الصعب الذي يتطلب تضافر الجهود والحلول الابتكارية، وخفض تكاليف النقل وتحقيق مدّخرات سنوية، وتسهم أيضاً بالحد من التلوث، وهو تحد سيسهم بترك تأثيرات إيجابية متتالية على صعيد أمن الطاقة وتحولها، والعمل المناخي، تحدٍ يليق باسم الإمارات وصقورها المحلقة.

مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد

ما تحققه «طيران الإمارات» من نجاحات مبهرة وأرقام عالمية دليل على أنها مرآة لنجاح دبي والإمارات.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة