«MBZUAI»

جاء تأسيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي كمؤسسة أكاديمية بحثية على مستوى الدراسات العليا؛ خطوة عملية لبناء القدرات الوطنية بمجالات اقتصاد المعرفة، مساهمةً بتحول أبوظبي إلى مركز إقليمي وعالمي لصناعة المعرفة، وبناء القدرات والمهارات التخصصية اللازمة.

شغل السير جيه مايكل برادي منصب الرئيس المؤسس المؤقت، وقال حينها عن مدى صعوبة الدخول إلى «MBZUAI»: «ليس هناك شك في أن الطلاب سيحتاجون إلى أن يكونوا أقوياء للغاية من الناحية الفنية، للفوز بمكان في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي».

قلصت الجامعة الدفعة الأولى إلى نحو 85 طالب ماجستير ودكتوراه من أكثر من 1400 طلب.

معدل القبول في «MBZUAI» الحالي هو 4.8%، ما يجعل الجامعة مؤسسة للنخبة، تكرس لتطوير الذكاء الاصطناعي كقوة عالمية للإنسانية، عبر دعم تقدم البحث العلمي وتطوير ونقل واستخدام الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم برامج الماجستير والدكتوراه التي تتيح للطلاب تحقيق إمكاناتهم الفكرية في بيئة حديثة، وتحقيق التميز الأكاديمي والبحثي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ومساعدة طلابها على النجاح في حياتهم المهنية، والاستفادة من معارفهم المكتسبة لمواجهة بعض أكبر التحديات في عصرنا.

ويعد نجاح نهج الجامعة باستقطاب أفضل الكفاءات والكوادر الطلابية العالمية دليلاً على أهمية المكانة العلمية العالمية للجامعة، وسمعتها المتنامية، وإسهامات كوادرها التعليمية المشهودة.

‏كما أن البرامج التدريبية التخصصية التي طرحتها الجامعة تعكس التزامها الأكاديمي لتوفير المعرفة التخصصية لكل المستويات في المؤسسات الحكومية والخاصة.

ولعل انتسابي ومشاركتي في الدفعة الرابعة لبرنامج الدبلوم التنفيذي بالجامعة عزز من اطلاعي على بعض أهم المشروعات الوطنية والممارسات العالمية ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي عموماً، والذكاء الاصطناعي التوليدي، والبيانات الذكية والضخمة، وغيرها من التطبيقات المماثلة، فالبرنامج تجربة مكثفة ومشوقة مدتها 12 أسبوعاً، ثرية بالمعرفة، تم تطويرها للمساهمة في بناء قيادات ممكنة ومتمكنة من توجيه تطبيقات الذكاء الاصطناعي (في الحكومة والصناعة والأوساط الأكاديمية وخارجها).

وتعد إسهامات قيادات البرنامج دليلاً واضحاً على رسالة الجامعة، إذ يشارك بعض أفضل العقول والمبتكرين العالميين في صناعة الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في توفير أسس عملية وعلمية راسخة في الذكاء الاصطناعي وآثاره على الأعمال وصنع السياسات.

هل توقفت الجامعة عند ذلك؟ بكل تأكيد لا، حيث أتحفتنا الجامعة بإعلان إطلاق أكبر مصدر مفتوح في العالم لنموذج اللغة العربية، حيث يعد «جيس» JAIS، أول نموذج ثنائي اللغة (عربي/إنجليزي) بـ13 مليار مؤشر، ومجموعة بيانات مؤلفة من 116 مليار رمز مميز بالعربية، و279 مليار رمز مميز بالإنجليزية، وهو الإنجاز العربي الأول من نوعه، ويعكس شراكة ناجحة بين مؤسسة أكاديمية وطنية وشركات إماراتية تقنية متقدمة.

ولعل ما بدأه برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز بإطلاق معيار الذكاء الاصطناعي في فئة النخبة قبل أعوام، وهي الفئة التي اقتصرت على أربع جهات فقط حققت أعلى درجات التميز آنذاك؛ خطوة في رحلة الألف ميل، لتحفيز قيادات الجهات الحكومية على توفير ممكنات استغلال الذكاء الاصطناعي، وتوجيهها لمصلحة الجهة وعملائها، مع الالتزام بأعلى معايير أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، بل وربما تطوير الضوابط اللازمة لحماية مصلحة المتعاملين وخصوصياتهم استباقياً، حيث كانت تجربة مشاركتي كمقيّم في هذه الفئة تجربة متميزة أذكر الفضل فيها لوالد برامج التميز المؤسسي المرحوم البروفيسور محمد زائيري، وقيادات البرنامج مثل الأخ الدكتور هزاع النعيمي.

هل نتطلع للمزيد؟

‏بكل تأكيد، إذ نأمل أن تتطور مستويات الشراكة لبناء القدرات والتمكين، والحوكمة المؤسسية، لقياس الأثر والممارسات ومدى تحقيق الأهداف المرجوة دون آثار سلبية وإدارة المخاطر استباقياً.

‏وللحديث بقية..

• الجامعة خطوة عملية لبناء القدرات الوطنية بمجالات اقتصاد المعرفة.

مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة