خارج الصندوق
أرسل لي العروض التي عندك!
من واقع خبرتي في مجال العمل، ولعل الكثير من زملائي في المهنة يواجهون هذه العبارة: أرسل لي العروض التي عندك وسأراجعها.
أريد الرد على هذه العبارة بسؤال: أنا عندي 100 عرض، هل يمكنك الاختيار من بينها؟
الحقيقة أرى أن هذه العبارة مجحفة جداً بحق السوق العقارية في دبي، ليس تقليلاً من شأن المتعامل، لكن توجيهاً لمعلوماته وثقافته فإن السوق اليوم توجد فيها آلاف العروض، والوسيط العقاري الواحد لديه مئات العروض في جعبته التي يستقبلها يومياً من المطورين مباشرة، فإذا تواصل المتعامل مع 10 وسطاء مثلاً، وطلب منهم إرسال العروض التي لديهم، فإن الوسطاء على الأقل يقومون بفلترة 10 عروض من العروض التي لديهم حسب احتياجات المتعامل وإرسالها إليه، بحيث يصبح بين يدي المتعامل 100 عرض على الأقل.. فهل سيتمكن من الاطلاع على جميع تلك العروض والاختيار منها؟!
أريد القول إن الثقافة الموجودة اليوم في السوق لدى البعض حول كيفية الاطلاع على المشروعات المتاحة تغيرت أساليبها، وأصبح الأمر يتطلب جدية أكثر، والمعرفة بدقة ما هي احتياجاتك كمشترٍ وما الذي تبحث عنه حقاً كمستثمر حتى تتمكن من وضع فلترة أولية لقائمة العروض الموجودة بالسوق، والاختيار منها.
لا يخفى الأمر على الجميع كمعلومة أنه كلما كثرت العروض صعبت عملية اختيار المناسب منها، وأحياناً يضيع الوقت دون جدوى في مراجعة العروض الكثيرة لأسابيع، فتضيع فرص أخرى أفضل بكثير على المتعامل.
منذ بداية عام 2023 فقط شهدت السوق العقارية في دبي إطلاق ما يزيد على 150 مشروعاً عقارياً جديداً أضيفت إلى القطاع العقاري المحلي، وإلى قائمة المشروعات التي يسوق لها أكثر من 14 ألف وسيط عقاري نشط مسجلين لدى دائرة الأراضي والأملاك في دبي، دون نسيان المشروعات الجاهزة الأخرى ومشروعات السوق الثانوية، فالسوق العقارية تنقسم إلى شطرين: السوق الثانوية (إعادة البيع)، والسوق الرئيسة (مباشرة من المطورين)، فعن أي عروض تبحث كمتعامل في سوق ضخمة ومتنوعة الخيارات كسوق دبي؟
المستثمر الجاد لا يسأل عن العروض أو كما يقال بالعامية: «أعطني العروض اللي عندك وبشوف». المستثمر الجاد الذي يعرف قيمة وحجم القطاع الذي يريد الدخول فيه يرى أن طلب إرسال قائمة العروض المتوافرة إجحاف بحق السوق، لأنها بطبيعة الحال لا تفي بالغرض ولا تغطي كل ما هو موجود، وإذا غطت فلا يمكن تداركها جميعها في آن واحد، لأنها قائمة طويلة وعريضة ومتغيرة في الوقت نفسه.. آخر الكلام: يجب الترفع عن هذه العبارة لأنها لا تفي السوق حقها.
• كلما كثرت العروض صعب الاختيار، وأحياناً يضيع الوقت دون جدوى في مراجعة العروض.
ismailalhammadi@
Ismail.alhammadi@alruwad.ae
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.