روائي فيتنامي - أميركي يتحدث عن اللجوء

منذ أيام، كان Viet Thanh Nguyen فيت ثانه نغوين في جولة لترويج روايته الأولى The Sympathizer (المتعاطف)، عندما وجد نفسه يتحدث عن طفولته أمام جمهور من طلبة وأساتذة جامعة هارفارد يضم نحو 800 شخص.

«كنت أتحدث عن والديّ والمحل التجاري الذي كانا يديرانه في سان جوزيه بكاليفورنيا والصعوبات التي واجهاها»، هكذا تذكر الفائز بجائزة بوليتزر الذي كان عمره أربع سنوات في عام 1975 عندما فرت عائلته من فيتنام.. «انحبس صوتي وتغلّبت عليّ مشاعر الحزن وفجأة لم أعد قادراً على المتابعة. أجد أنه أمر مرعب أن أحاول العودة إلى مكان اعتقدت أني قد تركته ورائي».

وكما تذكر مجلة «هارفارد غازيت» بتاريخ 12-09-2023، سيلقي نغوين محاضرات «نورتون» هذا العام؛ وهو يدرك أن كتابة سيرته الذاتية ستكون أمراً صعباً. ولكنه يرغب في مواجهة مخاوفه. الكتابة بعنوان «رجل ذو وجهين» ستمزج قصة نغوين الشخصية مع أفكار أوسع حول قضايا اللجوء والاستعمار والتاريخ الفيتنامي والأمريكي، وستكون موضوع إحدى محاضراته المقبلة.

«أردت كتابة سيرة ذاتية لا تنصف فقط والدتي، بل تضعها وتضعني وعائلتي في هذا السياق التاريخي الأوسع الذي أنتج العديد من الأشخاص مثلنا»، قال نغوين، الذي يحمل درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا في بيركلي وهو أستاذ للغة الإنجليزية والدراسات الأميركية والعرقية في جامعة جنوب كاليفورنيا.

بالإضافة إلى رواية «المتعاطف»، التي فازت بجائزة بوليتزر في عام 2016، نشر نغوين أيضاً روايته الثانية «الملتزمون»، وأعمالاً غير روائية تتضمن «لا شيء يموت أبداً» حول حرب فيتنام، وكتاباً عن «العرق والمقاومة: الأدب والسياسة في آسيا الأميركية»، ومجموعة قصص قصيرة بعنوان «اللاجئون».

«عن الخلق والهدم أو كيف تكتب كآخر» هو عنوان سلسلة المحاضرات المُكوَّنة من ست محاضرات، التي ستُقام على مدار الخريف وخلال الربيع في عام 2024. اختار نغوين هذا الموضوع، وأوضح أن كتاباته الإبداعية كانت علاجاً قوياً بالنسبة له أثناء نشأته كلاجئ. ومع مرور الزمن، بدأت هذه الكتابات تخدم هدفاً مدمراً له، ما جعله يشعر بأنه «آخر» في الأراضي الأميركية والفيتنامية على حد سواء.

«هذه المحاضرات تظهر الاهتمام الشديد الذي كنت دائماً مشغولاً به، وهو التحدث ليس فقط عن كتاباتي الإبداعية، ولكن أيضاً عن مكاني الخاص بالعلاقة مع (الآخر)، سواء الأميركي أو الفيتنامي».

سيبدأ نغوين سلسلة المحاضرات بالتركيز على ازدواجية هويته وكيفية ظهور هذه الخاصية نفسها في أدب الكتّاب الذين قد يُعْتَبرون «آخرين». وقال نغوين، الذي يصف الكتابة بأنها «مهمته»، إن الدافع للكتابة جاء أولاً من الرغبة في ملء الفجوات وتصحيح التمثيلات الخاطئة التي لاحظها في قصص اللاجئين والأميركيين من أصول آسيوية.

في المحاضرة الثانية، يوم 17 أكتوبر المقبل، تزامناً مع إصدار سيرته الذاتية، سيركز نغوين على تاريخ العنف ضد الآسيويين في أميركا وعلى تاريخ وأدب التنقل عبر الحدود. ستستكشف المحاضرات في مارس وأبريل معنى وجود كتّاب أقليات وكيف يمكنهم الاستمتاع بأن يكونوا «آخرين» في المجتمع.

يقول نغوين: «تجربة الآخر قد تكون غالباً تجربة فردية، ولكن في أحيان عديدة تصبح تجربة جماعية من خلال تاريخ طويل من الانتهاك والاستيلاء. أن تكون (آخر) يمكن أن يعتبرها البعض تجربة سلبية للغاية تخلق في الناس الرغبة اليائسة في أن يتم ضمهم بطريقة ما (إلى الأغلبية). ولكن ما احتمالات الاستمتاع والفرح التي يمكن أن يقدمها كونك آخر؟ إنه سؤال أفكر فيه كثيراً».

باحث زائر في جامعة هارفارد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.