قيادة

عبدالله القمزي

وصل فريق برمجيات إلى شركة سيارات. كان الوضع منهاراً إدارياً في تلك الشركة. الرئيس بروس في رحلة عمل في أوروبا ولم يوكل أمور الإدارة لأحد، وكانت ساندرا مديرة العلاقات العامة هي المسيرة للشؤون الإدارية كونها مقربة من الرئيس.

وهناك اتفاقية بين شركة البرمجيات وشركة السيارات لتصنيع قطع أجهزة كمبيوتر ذكي يحل محل جهاز الراديو في السيارة. دخل فريق البرمجيات بناء على موعد متفق عليه بين الطرفين منذ شهرين وجلسوا في ردهة الاستقبال.

أخبرت جينا موظفة الاستقبال ساندرا بأمر فريق البرمجيات ولكن ساندرا لم تعلم بشأن هذا الموعد. قالت ساندرا لجينا سأتصل ببروس. لم يجب بروس على هاتفه ولم يقرأ رسائل ساندرا، فأصيبت بالذعر وأقفلت مكتبها وقالت إن لديها اجتماعاً مهماً عن بُعد ولا تريد أي مقاطعة.

جيف مدير مبيعات في شركة السيارات وهو مريض في هذا اليوم وعاد من المستشفى ودخل بيته ليتناول أدويته. اتصل جيف بمديره توني وأبلغه بعدم قدرته على العمل. لكن في خلفية المكالمة سمع جيف صوت جلبة وصوت أنثى حاد.

سأل جيف توني من التي تصرخ عندك؟ قال توني هذه جينا من الاستقبال مذعورة لأن فريق البرمجيات وصل بناء على موعد سابق وليس هناك أحد لاستقبالهم ومتابعة الأمر معهم. وساندرا أغلقت مكتبها لأنها لا تريد التعامل مع الأمر. كان جيف بعيداً نوعاً ما عن هذه المواقف، وعملياً لم يكن هناك أحد غير ساندرا المذعورة والشخصين الآخرين في الإدارة في دورة تدريبية. طلب جيف من توني التواصل مع قسم تقنية المعلومات لإعداد اجتماع عن بُعد معه وفريق البرمجيات خلال ربع ساعة. ذهل توني وقال هل أنت متأكد؟ فقال جيف دع الأمر لي.

حدث ما أراده جيف، وعقد هذا الأخير اجتماعاً مع فريق البرمجيات تعرف منهم على آخر المستجدات وأبلغهم بما يحتاجه فريق المبيعات في السيارات من تقنية حديثة رآها جيف في سيارات منافسة. أعجب فريق البرمجيات بمدى اطلاع جيف وقالوا له نحن جئنا لأمر وأنت فتحت أعيننا على أمر آخر. سندخل بعض التعديلات ونتواصل بعد شهرين لنطلعك على ما سنتوصل إليه.

عبرة

هناك مدير وهناك قائد. قد يحتل المدير مكاناً أعلى من القائد في أي مؤسسة. لكن المدير لا يمتلك سمات القيادة إلا إذا كان مديراً قائداً وهذا استثناء، وهو أي المدير يكتفي بتسيير الأمور ونظرته غالباً محدودة.

القائد لا تتوقع وجوده، قد يكون جيف الذي شعر بخطورة الفراغ الحاصل في شركته ولم يتردد في ملئه ولم يتوقع أحد من زملائه أن يتولى زمام الأمور بنفسه. القائد منقذ بطبعه، غيور على المكان الذي يعمل فيه.

القائد لا ينظر لمصلحته بل إلى مصلحة المكان، شخصيته ليست بالضرورة جذابة لكنه يعرف كيف يتصرف في المواقف الصعبة. وليس كل متحدث لبق قائداً وقت الشدة. وليس كل صاحب كاريزما قائداً في الأزمات. القائد من يحسن التصرف ويعبر بسفينته إلى بر الأمان ولو اضطر إلى تولي دور غيره.

abdulla_AlQemzi@

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر