مجلس استشاري مجاني
قالوا، قديماً، ما خاب من استشار، وقالت العرب، اشترِ النصيحة ولو بجمل. ويعكس ذلك أهمية النصيحة، خصوصاً من أهل الثقة والخبرة والنزاهة، الذين يمنحون النصح دون تضارب مصالح أو أهداف غير معلنة. لقد رأيت كثير من الشركات الناشئة التي لم تستطع إكمال عامها الأول، بسبب أخطاء كان يمكن تلافيها بسهولة، لو أن مؤسس الشركة وجد من ينصحه، ولذلك من المهم جداً أن تكون هناك دائماً مرجعية يمكن الاستعانة والاسترشاد بها، فالجميع بحاجة للنصيحة الصادقة، يستوي في ذلك الأفراد والشركات وكل أنواع المؤسسات، سواء كانت تهدف إلى الربح أو لا تهدف.
في الفترة الأخيرة وبعد وباء كوفيد، تطور شكل المجالس الاستشارية، وأصبحت هناك منصات رقمية تقدم هذه الخدمة، على غرار اقتصاد المنصات، مثل أوبر وأمازون، حيث تقوم الشركات التي تحتاج إلى أعضاء مجالس استشارية إلى طرح رغبتها على المنصة الرقمية، ويقوم الخبراء الراغبون في تقديم خبرتهم ووقتهم باختيار الشركات التي يرغبون في عضوية مجالسها، وتتم الاجتماعات عن بعد. ويعد ذلك التوجه عملياً أكثر من الطريقة التقليدية، وهو مكسب للجميع، فالشركة المستفيدة تحصل على خبرات وتوجيهات مجانية أو بمقابل رمزي، والخبراء يحصلون على فرصة لتوسيع شبكة علاقاتهم، والتعرف إلى خبراء آخرين، والمنصة التي تنظم هذا التعاون تحصل على رسوم، كما تستفيد أيضاً من خلال توسيع شبكة أعمالها. وفي العام الماضي، كنت عضو مجلس استشاري لشركتين ناشئين في لندن، وكان معي أربعة خبراء آخرين، وقد ساعدنا نحن الخمسة هاتان الشركتان مساعدة كبيرة جداً، كان يمكن أن تكلفهم مبالغ طائلة.
أتمنى أن يتم التوسع في هذا المفهوم في العالم العربي، حيث لدينا الخبرات في كل المجالات، كما يحتاج رواد الأعمال دائماً للنصح والإرشاد، ولاشك في أن كل متخصص يمكنه التطوع ولو بساعة من وقته كل شهر أو كل شهرين لتقديم يد العون لتلك الشركات. ودائماً يحضرني مقولة الزعيم مصطفى كامل «ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط».
Garad@alaagarad.com
Alaa_Garad@
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.