التدريب في صناعة العقارات
«أرجو أن يتم تدريب جميع العاملين في شركات التطوير العقاري على الاهتمام بأسلوب التعامل والصبر على مختلف درجات الفهم للزبائن، وعدم الاستهانة بهم، وخداعهم بمعسول الوعود غير الحقيقية، وألا تتغير طريقة التعامل بعد الشراء عما كانت عليه قبل الشراء».. هذا جزء من تعليق لأحد الأشخاص وصلني عبر منصة «X».
عندما أعدت قراءة التعليق اتضحت لي زاوية مفقودة في صناعة العقار، حيث إن التدريب العقاري لا يقتصر فقط على الأنشطة مثل الوساطة والتسويق والاستشارة وما شابهها، بل التدريب العقاري أصبح يتضمن التدريب على الـ«إيتيكيت» في التعامل مع الآخرين، ومهارات التواصل مع العملاء، الذين نعتبرهم أساس نجاح واستمرارية القطاع العقاري.
تحضرني الآن مقولة لأبو فن التسويق، فيليب كونلير، يقول فيها إن «الشركات تحصل على أفضل تسويق من قبل العملاء الراضين، يعني العميل هو أفضل مسوق للشركة ولخدماتها، إذا لم يتم التعامل معه باحترام وبالوجه الذي يرضيه، فلن تنتظر منه أن يسوّق لشركتك كما تريد، بل العكس، سيسهم في نشر الصورة السيئة التي رسمها عنها لدى العملاء الآخرين، وبالتالي ستفقد الشركة جاذبيتها وسمعتها تدريجياً في السوق».
عودة إلى الفكرة الجوهرية للموضوع، إن تدريب الموظفين في شركات التطوير العقاري على التعامل الجيد مع العملاء، أصبح من الضروريات اليوم، وعلى شركات التطوير العقاري رصد ميزانية خاصة لهذا النوع من التدريب حتى تحافظ على مكانتها في السوق، وتحافظ على عملائها.
يجب تعزيز مفهوم الأخلاقيات والنزاهة لدى الموظفين في جميع جوانب العمل، بدءاً من تسويق المشروعات وحتى مرحلة تسليم الوحدات العقارية، وتدريبهم على إتقان المهارات اللازمة للتفاوض والتواصل مع العملاء ذوي الخلفيات الاجتماعية والثقافية المختلفة، وأن يتحلوا بالصبر والقدرة على شرح العقود والمصطلحات بوضوح، إلى جانب ترسيخ ثقافة الاحترام المتبادل بينهم وبين العملاء وعدم الاستهانة بهم أو خداعهم بوعود غير حقيقية.
ومن جهة أخرى يجب توجيه موظفي الشركة للعمل على الحفاظ على علاقة طويلة الأمد مع العملاء بعد الشراء، وتوفير الدعم والخدمات ما بعد البيع والاستجابة لأي مشكلة أو استفسار قد يواجهه العميل، كما يجب حثهم على تقديم أفضل خدمة ممكنة في كل مرحلة من مراحل البيع وبعدها، وأن تكون خدمة العملاء على رأس أولويات الشركة، لأن العميل هو أفضل مسوق لها بعد الموظفين.
ismailalhammadi@
Ismail.alhammadi@alruwad.ae
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.