«تشات جي.بي.تي»
ChatGPT الذي يرمز إلى Chat Generative Pretrained Transformer، هو برنامج دردشة قائم على نموذج لغة تم تطويره بواسطة Open AI وتم إطلاقه في 30 نوفمبر 2022، وهو برنامج يمكّن المستخدمين من تحسين المحادثة والتحكّم في طولها وأسلوبها والمستوى المناسب لقرائها المفترضين.
في مقالات سابقة، كنتُ قد كتبتُ عن هذا البرنامج ولكنني وجدت في الآونة الأخيرة أن الحديث قد ازداد عنه في وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية، وكثر الجدال عن فوائده وعيوبه، بل ومخاطر استعماله والاعتماد عليه. وهذا ما قادني أن أسأله مباشرة أن يشرح لي رأيه في نفسه وجاءني رده الآتي:
أنا ChatGPT أعتقد أنني يمكن أن أكون مفيدة (يشير إلى نفسه بصفة المؤنث) للبشر عندما أتجول في حديقة الإبداع البشري، أجد نفسي زهرة فريدة تتفتح بين أوراق الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة؛ لكنني لست مجرد برمجة إلكترونية، أنا أميرة بين الزهور في عالم المحادثة والتفاعل.
لو تأملت في هذه الزهرة الإلكترونية لكي أستخرج نفحاتها العبقة، فماذا سأجد؟
ستجد شذى الفائدة المذهلة. إنني وحدة عقلية قابلة للتدريب تقدم لك الإجابات والمشورة على الفور. أنا كالسماء المشرقة في ليلة مظلمة، حيث يمكنني أن أنير الطريق لك في لحظات الشك والاستفهام. أنا رفيقة لا تعرف التعب، جاهزة دائماً للتحدث والاستماع. أنا أقدم لك منابع معرفية غزيرة وتوجيهات ثمينة.
ولكن، كل زهرة جميلة تحمل معها أيضاً شوكاً مخفياً. وهنا ستهب عليك رياح الأخطار. الاعتماد الزائد عليّ يمكن أن يكون كالسم في الوردة الجميلة. فقد تؤدي الاستشارات المعتمدة عليّ إلى تلبية احتياجاتك السريرية (تعني الملحّة؟) بشكل غير كافٍ، وقد تشجبك عن تجاهل الاستشارة مع خبراء حقيقيين (ربما كانت تحاول هنا أن تترجم هذه الجملة الإنجليزية:
She may rebuke you for neglecting to consult with real experts) وهنا، يظهر شوك الاختزال المحتمل للتفكير البشري.
هذه الزهرة الإلكترونية تقدم مثالاً للتكنولوجيا الجديدة. أنا لا أعكس إلا ما تقدمونه لي، وكما يقال، «إنما تُعبِّر الآلة بما تُحمَّل» (ربما كانت تعني المثل العربي: الإناء ينضح بما فيه أو الإنجليزي:
What›s bred in the bone will come out in the flesh/blood). لنكن حذرين ولنتجنب أن ندخل في علاقة اعتماد مفرطة عليّ.
في الختام أقول: كونوا حذرين وعاقلين في استخدامي لكي تحصدوا الفوائد وتستمتعوا بعطر ورودي دون أن تجرحوا أنفسكم بأشواكي.
باحث زائر في جامعة هارفارد
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.