علمتني الحياة (2)
إن السرد والربط الأدبي، ينشئ القدرة العميقة على التغيير، وتوسيع الآفاق وتغيير وجهات النظر، وفهم الآخرين والتعرف عليهم.
ويُعدّ سرد قصص التأثير الاجتماعي أداة قوية تسمح بتوصيل النتائج الإيجابية إلى أصحاب المصلحة بشكل فعال.
والإقناع بالقصة والموجهات فن وعلم بحد ذاته وتحقيقه أمر صعب، خصوصاً إن أردنا تصور مستقبل أكثر بهجة. ولعل مشاركة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في فعاليات الدورة الثالثة للقمة الحكومية عام 2015، برسائل مركبة وبسرد موجّه لأولويات القيادة، للكشف عن فكر القيادة لـ50 سنة مقبلة، استثمار وبناء للأجيال المقبلة. وكانت بداية كلمة سموّه مستهلة بتقديم الشكر لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قائلاً: «الشيخ محمد أخي وصديقي ومعلمي». درس أبوي وتربوي لأهمية تكامل فرق العمل والتقدير للإنجاز وبقدوة تعكس الاحترام والترابط الأخوي.
إن التخطيط لبناء اقتصاد متنوّع ومستدام لا يعتمد على الموارد التقليدية، ويفتح آفاقاً واعدة تسهم في تعزيز مقومات الدولة، ليس وليد اليوم، ولكن النضج المؤسسي وتوجيه الدفة تجاه مئوية الإمارات واضح وجلي، برؤية واستراتيجية شاملة ترتكز على تنمية الموارد البشرية لمواجهة التحديات وضمان مستقبل مشرق للأجيال المقبلة. وحديث سموّه عن أن بناء الدولة لا يعتمد على الحكومة فحسب، بل هو واجب على كل مواطن ومقيم، أمر أكدته مواقف القيادة الرشيدة أثناء جائحة (كوفيد-19)، ومقولته «لا تشلون هم»، تعكس أسس المساواة الإنسانية ضامناً توفير الطعام والدواء واللقاح للجميع، وهو اختبار فشلت به دول متقدمة. ولعل الرسالة الأسمى لدولة الإمارات ومنذ نشأتها، قدرة المنطقة والدولة لتكون منصّة الخير والمحبة والسلام للعالم. وفاعلية جهودنا العالمية رسالة محبة ودعوة إلى التعاون البنّاء والإسهام بشكل كبير في مجال الأعمال الإنسانية «وهو ما يسهم فيه مع الدولة، المواطنون والتجار والمقيمون المحبون لهذه الأرض الغالية». هل علينا أن نوثق ذلك؟ بكل تأكيد، مع ما نشهده من تكالب وعداء واستغلال واضح للإعلام الموجّه لتشويه السُمعة والانتقاص، فعبر التاريخ ضحت الإمارات بالغالي والنفيس لأشقائها، ولكن لازال البعض يتجاهل وينتقص. وللحديث بقية.
• مستشار إداري وتحوّل رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.