الحكايات الملهمة
قصتها.. طوق نجاة فوق الأمواج العاتية، وشعاع نور وسط ظلام دامس، وأمل ينبت في قلب أتعبته الحياة وأعيته.
برهان على لطف القدير ومعيته التي تخلق طمأنينة لا يعرف سلامها وعظمتها إلا من اختبرها، فبددت وحشته وآنست وحدته.
عهد سماوي يفتح باباً كلما ضاقت الدنيا وأطبقت حلقاتها بأن مع العسر يسراً مهما طال الألم وتعاظمت شدته.
سردها.. آسر وصوتها ممزوج بالثقة والسعادة بنصر وفضل من المولى عز وجل وامتنان، لعظيم كرمه ومنه بالشفاء بعد أربعة أعوام من المعاناة والوجع والاغتراب وقسوته.
كم هي ملهمة حكايتها وكم كانت كلماتها مُزينة بالفرح والدموع وصادقة ونافذةً للقلب، وداعيةً للأمل المطلق في التعافي وفي رحمة الله وقدرته.
حديثها مفعم بالإثارة تارة وبالسكينة تارة وبين هذا وذاك إعجاب كبير وتصفيق من الحاضرات ثناءً وتجديداً للإيمان، وتأكيداً على أن هبات السماء وعطاياها ومددها أبداً لا ينقطع.
قصة ملهمة تُعد ملحمة ومثلاً وقدوة للجميع تلك التي قصتها ببساطة وأريحية الإماراتية قلباً وقالباً الدكتورة أسماء مانع سعيد العتيبة، عن تجربتها مع مرض السرطان ورحلتها في التعافي بل وتحقيق حلمها العلمي والأكاديمي وقيامها بدورها الأسري كزوجة وأم وإنجابها أصغر أطفالها خلال فترة المرض، «يا الله كم أنتِ مقاتلة».
أشارت وسط حديثها الأنيق بلطف بالغ عن السند والدعم الذي تلقته من زوجها في رسالة بليغة لكل زوج تمر زوجته بمرض «كن دائماً بجوارها».
كل ذلك وأكثر في أمسية عنوانها الأمل، تلك التي نظمتها كوكبة واعدة من سيدات الأعمال الإماراتيات والأردنيات تحت مظلة «مجلس سيدات الأعمال الأردني الإماراتي حول الوقاية من مرض السرطان»، الوقاية بالكشف المبكر فالتعافي المبكر، بالتعاون مع مدينة الشيخ شخبوط الطبية في أبوظبي.
بدأت الأمسية بعرض طبي وافٍ ومبسط من استشاري الأورام الدكتور مهند دياب، أحيا الأمل ليس في مواجهة مثل هذه الأمراض المستعصية فحسب، ولكن في تعاطينا مع كل الأمراض والانتكاسات الطبية.
أفصح عن تجارب وحكايات لمرضى تعافوا وتم شفاؤهم بلا آثار جانبية، وقصّ بروح وثابة تجارب تماثلت للشفاء وتمتعت بالحياة لسنوات طويلة، بعد أن كان الأمل مفقوداً وفرص النجاة ضعيفة، ثم أمتعتنا الدكتورة أسماء بحكايتها وقصتها التي تركت فينا جميعاً جميل الأثر والثناء.
الحكايات الملهمة كثيراً ما تعيدنا للحياة وتخبرنا ألا مستحيل مع الإيمان القوي والتفاؤل بالخير، وتعلمنا كيف نطرق الأبواب وأولها باب السماء.
amalalmenshawi@
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.