كلمة رئيسة التحرير
التزام تاريخي مع فلسطين
26 يوماً على حرب غزة، ومازلنا نترقب وننتظر أولئك الذين صبوا الزيت على النار، وألهبوا المشاعر وأججوا النفوس، بأن المدد قادم، وقالوا لأهل غزة، انتظرونا، ثم بدأوا يختبئون خلف تصريحات رمادية، تدعو إلى وقف الحرب، وعدم توسيعها. فالمواقف ليست شعارات لدغدغة المشاعر، بل أفعال تنقذ الأرواح، ولا مشاغلة لذر الرماد في العيون، بل الوفاء بالوعد والعهد، والصدق في القول والعمل.
تصدير الوهم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، لم يجلب سوى الكوارث والأزمات، فما يحتاجه الشعب الفلسطيني اليوم، هو الصدق في المواقف والأفعال، وهو نهج إماراتي ثابت منذ عقود، رغم محاولة بعض الأطراف الإساءة إلى موقف الإمارات الذي ترجمته أخيراً أكثر من مرة بإدانة القصف الإسرائيلي العبثي للمدنيين، والتحذير من تداعيات ذلك على استقرار المنطقة، وانشغلت دبلوماسيتها عبر مسارين عربي ودولي، سواء في الأمم المتحدة أو عبر علاقاتها الثنائية، في البحث عن مخرج للأزمة الحالية، وصولاً إلى وقف لإطلاق النار وحماية الأرواح، وإدخال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها.
في تعليقه على تطوّرات حرب غزة وتداعياتها، أكد المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة أنور قرقاش، الالتزام التاريخي والإنساني للإمارات نحو الشعب الفلسطيني، وهو قول لا مبالغة ولا مزايدة فيه، لأن أفعال الإمارات تنسجم مع نهجها ومبادئها، وهي التي لم تدخر جهداً ولاتزال تنشط في إنهاء الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، استناداً لقناعة عميقة عبّر عنها قرقاش بـ«أن العنف يولد العنف، وتوجهنا يقدس الحياة والسلام للمنطقة وشعوبها».
والأزمة الحالية رغم كل ويلاتها، إلا أن فيها فرصة ثمينة لإنعاش فرص السلام، وفتح مسار سياسي جدي، يفضي إلى حل يرضي الأطراف كافة، وفق جدول زمني بضمانات دولية، فمهما كانت نتائج المعركة الحالية فإن إعادة التخدير للقضية الفلسطينية سيفجر جولات جديدة من المعارك، والمنطقة في أمس الحاجة إلى الاستقرار والتنمية، فقد شبعت من الحروب والأزمات، وهذا ما تؤمن به الإمارات، ولن تحيد عنه، ولا تلتفت إلى الذين يعارضون هذا التوجه، لأنها تعلم أن الشعارات التي يروجون لها، هم أبعد الناس عنها.
لن نخدع الشعب الفلسطيني بالشعارات، ولن نتخذ مواقف عاطفية ومتسرعة، بل نصدقهم القول والعمل، بالدعم الإنساني والتضامن القوي الذي لا يقبل التأويل، مع قضيتهم حتى ينالوا حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ذلك ما تؤمن به الإمارات، وتعمل له منذ عقود، أمّا اللحظة الحالية فأولوية الإمارات وقف إطلاق النار لحقن الدماء وحماية الأبرياء، ووقف دوامة العنف والقصف العبثي، فهذا مطلب كل فلسطيني اليوم الذي سيدرك بعد أن تصمت أصوات المدافع من خذله ومن سانده وأسهم في وقف المأساة.
MunaBusamra@
Muna.busamra@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.