الصحة النفسية وزيادة الإنتاجية
يوماً بعد يوم يتضح مدى أهمية التركيز على الصحة النفسية للموظفين، حيث كان الاهتمام بهذا الجانب في الماضي يندرج تحت بند تحسين صورة المؤسسة، وإظهار اهتمامها كنوع من ترويج صورة إعلامية عنها، مثل كثير من المؤسسات التي تغنت كثيراً بمصطلح إسعاد الموظفين دون تقديم أي شيء حقيقي سوى بعض الشعارات، لكن مع ظهور الوباء العالمي ثم عودة الحياة لطبيعتها، ظهرت مشكلات نفسية كثيرة، وأصبح موضوع الصحة النفسية من القضايا المهمة التي تحتاج إلى انتباه كبير من صناع القرار. فلماذا يجب الاهتمام بالصحة النفسية للموظفين، وما تأثير ذلك على زيادة الإنتاجية؟ فيما يلي بعض الفوائد:
أولاً: الحد من التوتر، فهو مشكلة شائعة، ويمكن أن يكون له تأثير كبير على أداء الموظفين، ويؤثر في قدرتهم على التركيز واتخاذ القرارات والتفكير بشكل إبداعي. ثانياً: زيادة انخراط الموظفين، فالموظفون الذين ينخرطون في عملهم هم أولئك الذين يلتزمون بأهداف مؤسساتهم، ومن ثم فإن بيئة العمل الإيجابية عندما تعطي أولوية للصحة النفسية يصبح الموظفون أكثر إنتاجية. ثالثاً: زيادة المرونة لدى الموظفين، فعندما تستثمر المؤسسات في تحسين الصحة النفسية وبيئة العمل يصبح الموظفون أكثر مرونة، وتزداد قدرة المؤسسة على تحدي الصعاب والتحديات في عالم الأعمال، لأن الموظفين الذين يتمتعون بصحة نفسية عالية هم أكثر مقدرة على التعافي من المصاعب والحفاظ على إنتاجيتهم.
رابعاً: الإبداع والابتكار، عندما يشعر الموظفون بأنهم آمنون للتعبير عن أفكارهم ومخاوفهم، فإنهم يتمكنون من تقديم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه الأعمال، فبيئة العمل الداعمة تعزز من التفكير النموذجي والاستعداد لاتخاذ مخاطر محسوبة، وهما أمران ضروريان للابتكار.
يعتبر إعطاء الأولوية للصحة النفسية ورفاهية الموظفين استراتيجية عمل ذكية، وليس مجرد مبدأ أخلاقي فقط، حيث يؤثر بشكل مباشر على الإنتاجية والانخراط الوظيفي والإبداع والمرونة والرضا الوظيفي العام. ومن خلال الاستثمار في مبادرات الصحة النفسية وخلق بيئة عمل داعمة، يمكن للشركات أن تجني فوائد زيادة الإنتاجية، وتقليل معدلات الدوران، وزيادة الابتكار. إن مؤسسات المستقبل هي تلك المؤسسات التي تدرك العلاقة المتبادلة بين صحة الموظف النفسية ونجاح الأعمال.
Garad@alaagarad.com
Alaa_Garad@
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.