سلوك مرفوض
صحيح أن الإنسان خطّاء بطبعه، لكن هناك سلوكات مرفوضة تماماً، ونأمل ألا نراها في ملاعبنا ورياضتنا بشكل عام، لأنها تعكس صورة غير مقبولة أبداً، وتؤثر بشكل أو بآخر في الأجيال المقبلة مع ازديادها، لاسيما إذا لم تجد رد الفعل الحاسم من لجنة الانضباط والنادي ذاته.
في السنوات الأخيرة شاهدنا لحظات كان فيها خروج عن النص، على مستوى الفرق الأولى، وانعكست كذلك على المراحل السنية، فكنا نسمع من حين لآخر عن عقوبات تُفرض على اللاعبين والأجهزة في مسابقات يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن هذه الحدة.
التصرفات الأخيرة التي شاهدناها في إحدى مسابقاتنا، كنا نأمل أولاً أن تجد تدخلاً حاسماً من قبل الفرق، لأن هوية الأندية بشكل عام، تربوية، وبعد ذلك رياضية، وأيضاً ننتظر القرارات التي يمكن أن تخرج من لجنة الانضباط.
أحد الأمور الذي جعلنا نشاهد هذه التصرفات، هو أن العقوبات الانضباطية في الآونة الأخيرة، لم تكن رادعة، بحيث تبقى عالقة في الأذهان، وتجعل كل من يرغب في الخروج عن النص يفكّر ألف مرة قبل تصرّفه، حتى وإن كان في لحظة غضب، لأنه لا يوجد سبب واحد يجعلنا نشاهد هذا الشيء الذي نرفضه رفضاً باتاً.
لماذا نرفضه؟ لأن هناك ناشئين يتابعون هذه المباريات، ويتخذون العديد من اللاعبين قدوات لهم، يعملون على محاكاتهم وتقليد تصرفاتهم، وصولاً إلى حلاقة الشعر، ومتى ما تكرّرت هذه المشاهد دون سماع عقوبة انضباطية قوية، يمكن أن تنتشر في ملاعبنا مستقبلاً، ومن آمن العقوبة أساء الأدب بكل تأكيد.
المؤسف حقاً هو أن تشاهد أحد المدربين يشتبك مع آخر في مباراة بعيدة عن أجواء الضغوط، وهو أمر غريب، كوننا نشاهد في الفترة الأخيرة، مباريات في غاية الصعوبة، مثل كلاسيكو ريال مدريد وبرشلونة، ولم نرَ مثل هذه التصرفات لدى أنشيلوتي وتشافي، بل تكون الروح الرياضية حاضرة في الأغلب، ومن العجب العجاب أن نتابعه في لقاء تنشيطي يقام خلال فترة التوقف الدولية «أيام فيفا».
تبادل اللّكمات والخروج من معسكر المنتخبات، يستحقان أقصى نوع من العقوبة من النادي ولجنة الانضباط، وينبغي ألاّ تمر مرور الكرام، لأن الروح الرياضية يجب أن تكون حاضرة دوماً، والاحترام المتبادل يجب أن يوجد في الخسارة قبل الفوز.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.