التطوع و«تمهيد»
توجس من الغد وخوف على الأحلام التي قد تصطدم بقسوة الواقع وشروطه، وروح تتأرجح بين أمل ينير النفس التواقة للتميز والاختلاف والإبداع، ويأس لغياب التجارب والخبرات.
يطرقون الأبواب ولا يعرفون ما خلفها، وينتظرون يداً تمتد بالعون ونصيحة مخلصة تهدئ الخاطر وتذلل العقبات.
ينجح البعض منهم في الحصول على فرصة بينما يظل البعض مكانه لسنوات وسنوات فيما يذهب الفريق الثالث إلى مجالات مختلفة بعيداً عن تخصصه وشغفه، فتمضي حياته العملية دون تطور أو إنجازات.
ترتسم في عيونهم الأمنيات، ويمتلكون مواهب وطاقة وشباباً وعزماً وقدرة على البناء، تحتاج فقط من يكتشفها ويصقلها.
يسايرون العصر تعليماً وتطوراً وثقافة وانفتاحاً على العالم ويترقبون لحظة الانطلاق بعد أعوام وأعوام في المدارس والجامعات.
هذا هو حال أبنائنا ممن أنهوا تعلميهم وتخرجوا هنا في الإمارات، يحتاجون الدعم والإرشاد والمساعدة في حياتهم العملية ليصبح لديهم ما يكتبونه في سيَرهم الذاتية من تدريب وتأهيل يشجع أصحاب الأعمال والجهات الرسمية على قبولهم.
الإمارات بها تعليم يعد الأفضل في المنطقة، وسوقها أرض الفرص، لذا جاءت جلسة التوعية، التي نظمتها المبدعة سمية بن عمر ضمن أنشطة أكاديميتها المعنية بالتدريب والتأهيل تحت برنامج يسمى «تمهيد» متوافقة تماماً مع ما يحتاجه شبابنا من الخريجين والخريجات للانخراط في سوق العمل وبدء حياتهم المهنية بثقة وإتقان.
رسمت كلمات المتحدثين طرقاً علمية وأعطوا أمثلة حية لمن يريد البدء في عمل حر ومن يريد الالتحاق بوظيفة خاصة ولمن يفضل القطاع الحكومي.
أثر فينا جميعاً الدكتور سالم بن ركاض العامري، رئيس جمعية الإمارات للسرطان والعضو السابق في المجلس الوطني الاتحادي والمتحدث الرئيس للجلسة، وهو يحكي عن نماذج الشباب المتطوعين لمساعدة مرضى السرطان ودعمهم النفسي لتجاوز آلامهم.
تحدث بفخر كبير وامتنان للمتطوعين الذين يمدون يد العون في كل مكان لمرضى السرطان ويحاولون التخفيف عنهم وكيف أن جهودهم أسهمت في اختصار فترة الشفاء لستة شهور بعد أن كان الأمر يستغرق أعواماً.
ثم دعا الشباب لخوض تجربة التطوع والبدء مبكراً حتى قبل التخرج في الجامعة لما لذلك من فائدة عند التقدم لجهات التوظيف.
يحتاج الشباب بقوة لمثل هذه البرامج والندوات وورش العمل فهي جسر عبور للحياة الوظيفية بأمان ورافد مهم لسوق الإمارات، أرض الفرص والمكان الأمثل لتحقيق الأحلام.
amalalmenshawi@
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.