قمة المناخ (2)
أهم إنجازات «قمة المناخ» لدولة الإمارات والبشرية جمعاء، أن اتفاق «COP28»، جاء عقب سلسلة من التعهدات؛ شملت خططاً لزيادة إنتاج مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة تدابير الكفاءة، بحلول عام 2030، وتعزيز الطاقة النووية.
علماً بأن مؤتمر «COP28» هو المؤتمر الأول، الذي تم فيه إدراج الابتعاد عن «الوقود الأحفوري» صراحة في نص القرار النهائي.
وعلى الرغم من أن البعض قد يظن أنه من غير المعقول على بلد نفطي أن يضحي بدخل رئيس، فإن قيادة الإمارات ارتأت أن تكون قدوة للعالم، ويتكامل ذلك مع مشاريع طموحة، تعزز جودة الحياة، والرفاه الوطني، وتعزز أمن الطاقة العالمي، بسلة متنوعة من الحلول المستدامة الآمنة لأجيال قادمة، بعضها سيضمن أن تبقى الإمارات منصة موثوقة لأمن الطاقة عالمياً.
وتمثل نتائج الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر (COP28)، انتصاراً كبيراً، يستحق الاحتفال بالاتفاق التاريخي بشأن تمويل الخسائر والأضرار، مصحوباً باعتراف ضمني بأهمية التمويل المناخي، لدرجة تخصيص مركز للتمويل المناخي في المنطقة الخضراء، المجاورة لمنصة تحول الطاقة، كما أن النتائج وضعت مساراً عملياً مستقبلياً للعمل المناخي، وكشفت بالأرقام التزام الدول بتحقيق هذا الطموح، لكن نطمح جميعاً إلى المزيد.
إن الالتزام بتحول الطاقة والانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري (الذي تم اعتماده للمرة الأولى)، وباعتراف الجميع؛ خطوة شجاعة وقفزة، غلّبت المصلحة البشرية على مصالح إقليمية أو محلية، ولم يتم سابقاً لدولة، غير الإمارات، أن قدمت التزاماتها الإنسانية على مصالحها الذاتية، لدرجة أن قرارات القمة، جاءت لتكون أهم مجموعة من القرارات منذ «اتفاق باريس». واتفقت الدول على تشخيص مشترك للمشكلة: «الوقود الأحفوري». وقد تكون النتيجة أقوى في الخطوات التالية للقمة، أو بأطر عمل دولية، تسهم في تحقيق أهداف أشمل، فرئاسة القمة المناخية الإماراتية مستمرة في العمل لعام كامل إلى حين تسليم الرئاسة للدورة القادمة.
لقد جاء الالتزام والدعم الدولي بأشكال شتى، من أشدها جلاء، كلمة الرئيس البرازيلي بخطاب قوي في مؤتمر (COP28) حول العمل المناخي، والإنفاق العسكري.
وعليه، فمن المتوقع أن نرصد في البرازيل عام 2025، تطوراً وصياغة لتعهدات أقوى، تُغلّب مصلحة البشرية واستدامة الحياة على مصالح قاصرة أو آنية؛ لكن يجب أن نتساءل: هل سنرى في البرازيل توصيفاً أقوى وأشد للعمليات غير المدنية التي لا تقتل البشر وحسب؛ بل وتلوث البيئة؟
هذا ما نتمناه.
مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد