الاحتيال السيبراني
تزداد الجرائم الإلكترونية بطريقة ملحوظة، وتتطور أساليب استخدامها يومياً، وقد أصبحت مشكلة متزايدة، تحتاج إلى انتباه شديد، إذ تزايد عدد الضحايا بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية. لقد طالت الهجمات الإلكترونية مختلف دول العالم، وتعد بريطانيا الأعلى على مستوى العالم من حيث عدد ضحايا الجرائم الإلكترونية لكل مليون مستخدم للإنترنت، والذي بلغ 4783 في ديسمبر 2022، بزيادة 40% على أرقام 2020.
يأتي أكبر تهديد للمؤسسات من التصيد الاحتيالي، أو ما يُطلق عليه «Phishing»، حيث يتم خداع المستخدمين، لفتح الروابط أو إدخال بياناتهم، مثل اسم المستخدم وكلمة المرور أو فتح المرفقات الضارة. وفي بريطانيا تعرضت 88% من المدارس الابتدائية لهذا النوع من الهجمات في العام الماضي، إضافة إلى 87% من المدارس الثانوية، و93% في الكليات التقنية، و97% في مؤسسات التعليم العالي.
إن الهجوم السيبراني هو محاولة متعمدة من قبل فرد أو مجموعة، لإتلاف أو تعطيل أو الوصول إلى أنظمة الكمبيوتر أو الشبكات أو الأجهزة. وتشكل الهجمات السيبرانية، تهديداً مستمراً للمؤسسات والأفراد.
بالنسبة للأفراد يمكن أن تكون الكُلفة كبيرة، خصوصاً إذا وصل الاحتيال السيبراني إلى الحساب البنكي، أو تمت سرقة معلومات الدخول لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن تتم عمليات ابتزاز مقابل عدم نشر أسرار أمر ما. وبالنسبة للشركات يمكن أن تكون الكُلفة والآثار طويلة المدى للهجوم السيبراني مدمرة، بل قد تؤدي إلى توقف نشاط الشركات، خصوصاً الشركات الصغيرة، حيث يبلغ متوسط الكُلفة المقدرة لهجوم واحد ما يزيد على 3000 جنيه إسترليني، أما بالنسبة للشركات الكبيرة، فيمكن أن ترتفع كُلفة الهجوم الواحد إلى ملايين الجنيهات الإسترلينية.
ويُنظر إلى قطاع التعليم على أنه هدف سهل من قبل المجتمع الإجرامي، نظراً لأن الاستثمار في تدابير الأمن السيبراني منخفض، ووفقاً لتقرير نُشر، أخيراً، وجد أن 41% من المدارس الابتدائية، و70% من المدارس الثانوية في بريطانيا، قد تعرضت لشكل من أشكال الانتهاك أو الهجوم السيبراني خلال العام الماضي.
إن مؤسسات عدة تقع ضحايا للجرائم الإلكترونية في الأغلب بسبب خطأ بشري، حيث لا يتبع بعض الموظفين قواعد أمن المعلومات، لذلك فالأمن السيبراني هو مسؤولية الجميع، كما أن فهم سياسة الأمن السيبراني لمؤسستك والالتزام بها، سيساعد في تقليل هذه المخاطر. وسيستعرض المقال القادم، إن شاء الله، أنواع الاحتيال السيبراني، وطرق التعامل معها، وكذلك طرق الوقاية من الهجمات الإلكترونية.
Garad@alaagarad.com
Alaa_Garad@
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.