شخصية الأخت في الأدب الإنجليزي والعربي

في نسيج الأدب الواسع، تشكِّل شخصية الأخت نمطاً معقّداً ومتعدّد الجوانب، مجسِّداً مختلف الفضائل والصراعات والأدوار الاجتماعية. من خلال روائع الأدب العربي، مثل حكايات ألف ليلة وليلة، وكذلك في روايات لكاتبات مثل الأخوات برونتي، وكذلك جورج إليوت في الأدب الإنجليزي.

دُنْيَازاد، أخت شهرزاد، تظل شخصية غامضة تتشابك في الحكايات المستمدة من كتاب ألف ليلة وليلة. كشريكة أقل شهرة للراوية المتألقة، تحتل دُنْيَازاد مكاناً ضمن نسيج الحكايات الغنيّة التي نسجتها شقيقتها الكبرى. دُنْيَازاد هي الحاضرة الغائبة في ثنايا السرد والموجودة المختبئة في فضاء الحكي.

رغم أن دُنْيَازاد قد لا تكون الشخصية المركزية في الحكايات، فإنّ وجودها يمثل حافزاً شبه خفي ولكنه أساسي، ينسج سجادة القصّ بقوة هادئة وحكمة صامتة. يظل جوهرها مغموراً، يكشف عن نفسه بلمحاتٍ عابرة داخل القصص الساحرة التي تحكيها شهرزاد. لا تكمن أهميتها في حكايات براقة خاصة بها، بل في جاذبيتها الباهتة، وأذنها الصاغية، ودورها في الحفاظ على حياة شقيقتها من خلال هبة السرد. في الفراغات الدقيقة بين أسطر حكايات شقيقتها، تظهر شخصية دُنْيَازاد كمديرة صامتة، تنسج خيوط استمرارية وعمق القصص.

في الأدب الإنجليزي، تصوّر الأخوات برونتي، تشارلوت وإيميلي وآن، الأخوات بشكل ملحوظ في أعمالهن مثل: «جين إير» و«وزرينغ هايتس» و«المستأجر في وايلدفيل هول». شخصية الأخت غالباً ما تُصوّر كمصباح للقوة والصمود والتوجيه الأخلاقي، وتصبح رمزاً للدعم الثابت والصحبة الوفية في ظروف صعبة. كاثرين إيرنشو في «وزرينغ هايتس» لإيميلي برونتي تجسّد روحاً عاطفية ومستقلة بشكل لا يخلو من المغالاة، بينما جين إير في رواية «جين إير» لشارلوت برونتي فنجدها تجسّد الصمود والنزاهة الأخلاقية في مواجهة الصعاب.

جورج إليوت (اسمها الحقيقي Mary Ann Evans)، في «ميدلمارش»، تصوّر الأخوات كشخصيات معقدة تنتقل بين القيم الاجتماعية والطموحات الشخصية.

دوروثيا بروك وسيليا بروك في «ميدلمارش» تمثلان جوانب متناقضة للأخوات - المثالية مقابل الواقعية، الطموح مقابل الرضا بالمقسوم والثبات على الرأي مقابل الميل لتسوية الأمور - وبهذا تصوّران الديناميات المعقدة داخل العلاقات الأسرية.

استعارياً، يمكن مقارنة الأخت في الأدب بالملاك الحارس، يقدم العزاء والتوجيه، أو بمرآة تعكس التوقعات الاجتماعية والرغبات الفردية.  

باحث زائر في جامعة هارفارد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.