علامات شيخوخة المطور العقاري
متى تعرف أن هذا المطور العقاري الذي كان يوماً فتياً ومفعماً بالحيوية والقوة ويغطي السوق بأكملها، قد بدأ يشيخ؟! أو بالأحرى بدأت علامات الشيخوخة تظهر على ملامحه.
طبعاً لا أقصد ملامح المطوّر كشخص طبيعي، بل أقصد ما ينتجه في السوق.
نعم، علامات الشيخوخة تظهر كذلك على شركات التطوير العقاري والمشروعات العقارية.. ومن المؤكد أنكم الآن تتساءلون في هذه اللحظة: ما علامات الشيخوخة التي تلمّح إليها؟
الإجابة سهلة وبسيطة، انظر حولك فقط وستعرفها، إذا وجدت المطوّر نفسه ينسخ المشروعات العقارية ذاتها في كل منطقة يحلّ بها، والتي اشتهر بها في بداياته منذ أكثر من 20 سنة، ولم يغيّر حتى من الواجهة الخارجية وألوان المباني، فهذه علامة من علامات الشيخوخة قد بدأت تظهر على منتجاته ومشروعاته.
مطور لا يبتكر، لا يغيّر، لا يعيد النظر في طبيعة مشروعاته المطروحة حتى يوجد فرقاً في السوق، هو مطور معرض لشيخوخة مبكرة، وإذا شاخ فسيفقد قوته في السوق مهما كانت درجتها، وسيخسر مساحة كبيرة من حجم الطلب الذي كان يحتكره سابقاً، حيث ستؤول القوة في هذه الحالة إلى من هو أكثر شباباً ونشاطاً وتنويعاً في مشروعاته.
صحيح أن لكل مطور عقاري بصمته العقارية الخاصة التي تميز مشروعاته من مشروعات غيره في السوق، لكن البصمة العقارية لا تعني تكرار المشروعات في كل منطقة، البصمة قد تتمثل في توفير خدمة متفردة في المشروع أو المجمع العقاري، أو قد تمثل قيمة مضافة للتصميم الداخلي للوحدة، لكن لا تعني نسخ الفكرة نفسها وإعادتها في مكان آخر، فأكثر ما يضر المطور والسوق معاً، هو تكرار المشروعات العقارية وإعادة نسخها في المنطقة ذاتها أو من منطقة لأخرى.
في رأيي الشخصي، أراها نقطة سلبية على القطاع العقاري لأسباب عدة، أهمها خلق تشابه في المعروض، ما يؤدي إلى منافسة شديدة في السوق نفسه، وهذا قد يؤدي بدوره إلى التأثير سلباً في الأسعار، ويرفع من حجم المخاطر المتعلقة بإشغال العقارات، بسبب نفور المستثمرين وتراجع العائد، لتعدد النوع ذاته من المشروعات، كما أصنفها من ضمن علامات شيخوخة المطور كذلك.. عرفتم الآن كيف يشيخ المطور العقاري؟
ismailalhammadi@
Ismail.alhammadi@alruwad.ae
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.