«أتقن عملك تحقق أملك»
قبل أيام شاهدت فيديو نشره أحد لاعبي «أكاديمية مانشستر سيتي»، يسرد عبره حياته اليومية في سبيل الوصول إلى النجومية، إذ يبدأ يومه منذ التاسعة صباحاً ويتناول وجبة الإفطار في النادي، وبعدها يتفرغ للجانب الأكاديمي قبل أن يخوض حصة تدريبية صباحية، ثم وقتاً للراحة والغداء ومراناً مسائياً وتقوية في صالة الألعاب الرياضية، ثم العودة إلى منزله للاستعداد لليوم التالي.. وهكذا.
وصلت الأندية المحترفة إلى هذا الأسلوب وتحوّلت كرة القدم إلى عمل رسمي، وباتت حياة اللاعب مرتبطة باللعبة بكامل التفاصيل من التدريبات والتغذية، وصولاً إلى أدق الأمور حتى يتمكن من المنافسة والنمو كلاعب محترف.
وبطبيعة الحال، انعكس هذا على المنتخبات الآسيوية التي تملك لاعبين محترفين في الخارج، مثل الفرق التي كنا نظن أنها من الوسط أو أقل، قبل أن تنقلب المعادلة في القارة الصفراء رأساً على عقب.
في الوقت ذاته، مازلنا نطبق نهج تدريبات السبعينات ذاته، والكثير من الفرق تكتفي بمران مسائي، رغم أننا في عصر ما يُسمى بـ«الاحتراف»، ولكن في الوقت ذاته لم تتغير طريقة العمل داخل الأندية. هناك لاعبون يملكون عقوداً احترافية وهم مرتبطون بعمل صباحي مع جهات أخرى، والأنكى أننا نريد مجاراة المحترفين في أوروبا بهذا العمل.
وعندما تأتي المشاركات الخارجية للمنتخب نُصدم عندما نتذوق الهزائم، ونستغرب من هذا التراجع ومن ظهور منتخبات جديدة، متناسين أن معظم هذه المنتخبات تملك محترفين في الخارج عملهم الأساسي كرة القدم، وطريقة حياتهم مختلفة تماماً عن التي لدى لاعبينا.
قبل أن نتساءل عن هذا التراجع ونشتكي من عقلية اللاعبين وضعف مستوياتهم، علينا أن نقف على الحقيقة ومعالجتها، لأن الآخرين يخطون خطوات سريعة حتى وإن كانت مسابقاتنا أقوى، إلا أنهم يملكون لاعبين محترفين في أوروبا، ومن الصعب جداً أن تجاريهم مستقبلاً بهكذا طريقة عمل.
«الترقيع» حل لن يدوم طويلاً ولن يجدي نفعاً، لأن الخطوات السريعة التي نشاهدها في منتخبات أخرى تتطلب منا النهوض وتصحيح الأمور، لأن اللاعب الذي يتدرب ساعتين فقط في اليوم سيتراجع مستواه.
وكما قال الفيلسوف اليوناني أفلاطون: «أتقن عملك تحقق أملك».
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.