«رمضان.. عطاء مستمر»
يأتي على أرضها مبكراً دون بقاع الدنيا، حاملاً بشارات الخير والرحمة، يعرف ربوعها وبيوتها وأهلها الذين ينتظرونه كل عام قبل موعده، بمد يد العون تيمناً به، واستعداداً لشهر العطاء.
تنبسط أرضها بقدومه، وتتسع الأماكن والصدور، ويتسابق الجميع لاستقباله كرماً وتسامحاً، وتعود نسماته وألطافه تتسلل للنفوس، فتهدأ بعد طول عناء.
يطرق أبواب القلوب، فتسعد وتخفق للقادم بعد غياب، ليعود معه المسافر والمهاجر والبعيد، فيلتئم الشمل، وتتزين جدران المنازل، وتستعد الأمهات والجدات بالحلوى وأطايب الطعام.
يعرف أهل الفضل والإيثار والمنح، يثني على عظيم كرمهم، ويهبهم سكينة وسلاماً، ويذكّرهم بما ينتظرهم من جوائز السماء.
تُعمر فيه المساجد وتنتعش الأسواق وتتوسع الأرزاق، ويتشارك الجميع حب الخير وفعله، ونتعلم في رحابه متعة مساعدة المحتاجين والمتعففين دون أذيتهم نفسياً أو معنوياً، وبلا تفضل أو تملق أو رياء. يريح النفوس المتعبة، ويهدّئ الخواطر، ويعيدنا إلى جادة الصواب، ويهذب فينا نزعات الأنانية والأثرة، وحب الذات، ويعلمنا الصبر والإحساس بمن حولنا من المعوزين، ويغرس فينا فيضاً من روح الله الكريمة.
يُذهب أحزاننا، ويغسل همومنا، وتلتئم فيه الجراح، وتتواصل فيه الأرحام، ونتبادل فيه التهاني والتبريكات والدعوات بأن يعيده المولى علينا ومن نحب أعواماً مديدة.
من عاش هنا على أرض الإمارات الطيبة يعرف يقينا أن مواسم الخير لا تنقطع، ومبادرات التكاتف المجتمعي تمتد على مدار العام، خصوصاً قبل شهر رمضان المبارك وخلاله.
لرمضان كل عام في الإمارات قصة مختلفة، وحكاية جميلة يعرفها الصغار قبل الكبار، وتدعمها المؤسسات والجمعيات الخيرية، وعلى رأسها «الهلال الأحمر الإماراتي» الذي يعد بصدق عنوان التسامح والتعاضد والتكاتف، ليس على مستوى الإمارات فحسب، وإنما في كل بقاع الأرض، حيث القوافل الغذائية والطبية، وطواقم التطوع التي بتنا نعرفها من سماحة وجوههم، وطيب أخلاقهم، ونثمّن جهودهم، ونعرف قيمة ما يقدمونه للناس داخل الإمارات وخارجها.
حملة «رمضان.. عطاء مستمر» التي أعلنها مبكراً كالعادة «الهلال الأحمر الإماراتي» استعداداً للشهر الفضيل، ولنشر الخير في الداخل والخارج، تستحق وتنتظر الدعم المعهود من الجميع، كسابق الأعوام، وكل عام والإمارات وأهلها ومحبوها وجميع المسلمين بخير وصحة وراحة بال.
amalalmenshawi@
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.