مخزون الأراضي ووعي المطوّر
حالياً، وعندما تدقق في خريطة دبي، وتركز على أهم المناطق الاستثمارية التي اشتهرت بها الإمارة سابقاً، قد تجدها تقريباً حققت اكتفاء في عدد المشروعات العقارية، ولا تكاد تجد فيها مساحات أراضٍ فضاء يمكن شراؤها لتطوير مشروعات جديدة. ومن تلك المناطق التي تعد اليوم من أكثر المناطق التي تقلصت فيها أراضي تطوير مشروعات سكنية: «الخليج التجاري»، «دبي مارينا»، «داون تاون»، «نخلة جميرا»، حيث تعد هذه المناطق الأربع من أبرز المناطق التي شهدت ولاتزال طلباً غير مسبوق على الأراضي، لكن قلّما يجد المطوّر العقاري ضالته فيها، كونها تعتبر من المناطق المتشبعة حالياً بعدد المشروعات، ولم تعد توفر القدر الكافي من الأراضي المخصصة لذلك، وإن وجدت فهي تعد على الأصابع، وبأسعار مرتفعة جداً تتجاوز 60%، مقارنة بأسعارها خلال آخر ثلاث سنوات، بحسب تقديرات أبحاث السوق.
هناك بعض الأراضي لم يتم تطويرها إلى الآن في هذه المناطق، ما يخيل للبعض أنها متوافرة، لكن في الواقع فإن هذه الأراضي تندرج ضمن محفظة الأصول التي يمتلكها عدد من الملاك للاحتفاظ بها إلى أن تتاح لهم الفرصة لتطويرها.
وفي هذه النقطة أود أن أشير إلى فكرة قد تكون خفية على بعض المطورين المبتدئين، ففي أي منطقة يكون فيها الطلب مرتفعاً على العقارات والتملك يسارع المطورون الذين لديهم خبرة في السوق إلى شراء المزيد من الأراضي بها والاحتفاظ بها، وعياً منهم بأن المخزون سينفد، وأن الأسعار سترتفع في ما بعد، وهذا ما يفسر إطلاق مشروعات جديدة في مناطق لا تتوافر فيها مساحات كافية من الأراضي.
وهنا يلعب الوعي الاستثماري دوراً في مواجهة تحديات نقص الأراضي في المناطق الاستثمارية المطلوبة.
منطقياً، ستتحول الأنظار إلى مناطق جديدة، ستشهد هي الأخرى طلباً وزخماً في إطلاق المشروعات، وسيتكرر السيناريو نفسه في غضون سنوات قليلة، وستشهد تقلصاً في حجم الأراضي وارتفاعاً في الأسعار، لكن من يعي ذلك جيداً سيبادر حتماً إلى حجز ما يمكنه حجزه من مخزون، ليحتفظ بمكانته بتلك المناطق. معظم المناطق في دبي حالياً لا يتوافر فيها القدر الكافي من الأراضي للتطوير، ماعدا المناطق الجديدة مثل «جزر دبي»، و«نخلة جبل علي» التي تشهد هي الأخرى نفاداً متسارعاً.
ismailalhammadi@
Ismail.alhammadi@alruwad.ae
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.