«صخر Sakhr»

«صخر».. اسم اختاره المغفور له محمد الشارخ لشركة سبح بها عكس التيار. من هو محمد الشارخ؟ رجل أعمال ومؤلف كويتي، والمؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «صخر» للبرمجيات.

ومن خلال «صخر» أدخل أول نظام تشغيل باللغة العربية إلى أجهزة الكمبيوتر. وفي عام 1980 أسس مجموعة «العالمية» التي يقع مقرها الرئيس في الكويت والمملكة العربية السعودية، وأنشأ شركة «صخر» للبرمجيات كمشروع لإدخال اللغة العربية في أجهزة الكمبيوتر في عام 1982. ونتوقف عند «صخر»، الشركة التي لم نختر اسمها عنواناً للمقال فحسب، وإنما لها السبق أيضاً في البحث والتطوير باستخدام البرمجة اللغوية العصبية (NLP) العربية (معالجة اللغات الطبيعية) لتطوير التعرف الضوئي إلى الحروف باللغة العربية، والترجمة الآلية العربية، والتعرف التلقائي إلى الكلام باللغة العربية.

هل يمكن اعتباره الأب الاعتباري لتعريب الحاسوب والتقنيات الحديثة بل وحتى الذكاء الاصطناعي في العالم العربي؟

أسس الشارخ مشروع «كتاب في جريدة» بالتعاون مع الـ«يونسكو» عام 1997، وأحد ممولي مركز دراسات الوحدة العربية والمنظمة العربية للترجمة، ومعهد العالم العربي.

وكان هو أول من طور برنامج كمبيوتر للقرآن الكريم، وبرنامج كتب الحديث التسعة باللغة الإنجليزية، وأرشيف المعلومات الإسلامية، والتعرف الضوئي إلى الحروف في عام 1994، وتحويل النص العربي إلى كلام في عام 1998، وكذلك الترجمة الآلية من وإلى اللغة العربية في عام 2002، والترجمة الآلية للكلام في عام 2010، بالإضافة لتطوير أكثر من 90 برنامجاً تعليمياً وترميزياً للشباب العربي. وبعد صدام وخلاف قانوني حول حقوق الملكية الفكرية، تعاونت «صخر» مع «مايكروسوفت» و«إنتل» عام 2002، لدمج حلولها باللغة العربية، فبفضل جهوده التفت اللاعبون الدوليون في مجال تكنولوجيا المعلومات للغة العربية، للوصول إلى العالم الناطق باللغة العربية، وانتبهوا لأن خصوصيات اللغة العربية تجعل من الصعب اعتماد الحلول باللغة الإنجليزية، وأن الطريق للمستقبل يتطلب الشراكة مع مطوري البرمجيات العرب الأصليين.

كم «صخر» نحتاج؟ وكم من محمد الشارخ يوجد بيننا. هل سنعيد النظر للغة العربية كمنصة للبحث والتطوير والعلوم والفكر والأدب؟ وهل ستكون التقنية أداتنا لتحقيق هذا الطموح باستعادة أمجادنا؟ لربما، لكن المؤكد أن الشارخ، رحمه الله، يستحق ذكره بيننا وفي وسائل إعلامنا بشكل أكبر، فهو رمز وقصة نجاح تقنية، تمت محاربته واستولت شركات عملاقة على ثمار بحثه وعمله، ويجب أن نجعل منه نموذجاً للأجيال المقبلة.

مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.