هل الوقت وحده يكفي لأصبح خبيراً عقارياً
يعتقد العديدون أن الخبرة في القطاع العقاري تتعلق بالمدة التي يقضيها صاحب الخبرة في القطاع وحسب.. الوقت وحده لا يكفي لتصبح خبيراً عقارياً، فالوقت معيار يقاس به مدى وجودك في الميدان، وأضف إلى ذلك، الممارسات العملية والإنجازات التي حققتها طيلة عملك في القطاع، والمسارات التي تدرجت فيها. من يمتلك رخصة في مجال عقاري ما، مثلاً، منذ 20 عاماً كـ(اسم فقط)، ولم يمارس عمله طيلة هذه الفترة في الميدان، لا يستحق مسمى «خبير»، بحكم عدد السنوات التي مرت على تسجيل الرخصة فقط.
في الحقيقة، الخبرة في القطاع العقاري أو في أي مجال آخر، يجب أن تجمع بين الوقت والممارسة معاً، وقد تختلف من شخص لآخر حسب عوامل عدة لابد من توافرها لتدعيم هذه الخبرة، علماً أن الخبرة في القطاع العقاري في دبي حالياً أصبحت تتم عبر شهادات معتمدة، وعندما نقول «خبير تثمين» مثلاً، فإن أول شرط من الضروري توافره هو شهادة الخبرة المعتمدة التي تم الحصول عليها من جهات رسمية وفق برنامج تدريبي ممنهج، يتوافق مع معطيات ومتطلبات القطاع.
تبدأ الخبرة في العقارات بالمعرفة والتعليم أولاً، بحيث لا يمكن البدء في العمل بالعقارات دون معرفة سابقة بهذا المجال، ثم يأتي التدريب العملي في صناعة العقارات، سواء كنت تعمل وسيطاً عقارياً، أو مسوقاً عقارياً، أو في مجال آخر، فالتدريب العملي يفتح الأبواب لممارسة عملية سهلة، ويستطيع المعني من خلالها الدخول بسلاسة لمجال العمل، وتمكنه من تكوين شبكة علاقات في الصناعة.
وللعلم، فإن تكوين العلاقات وشبكة من المعارف في صناعة العقارات تعتبر من الأساسيات في مجال تكوين وتطوير الخبرة، وكلما توسعت دائرة معارفك وعلاقاتك في القطاع العقاري، اكتسبت مهارات، وأضفت خبرات جديدة إلى رصيدك.
ومن العوامل المهمة كذلك في تكوين الخبرة العقارية: التحديث المستمر للمعلومات ومعرفة مستجدات القطاع من وسائل وأدوات وقوانين وتطورات جديدة، يتمكن معها الخبير من تطوير عمله والارتقاء بخبرته.
يمكن للخبرة أن تأخذ من عمرك بضع سنوات من العمل الميداني، لكن إن بقيت في المستوى العلمي نفسه دون تطوير مهاراتك ومعرفتك بالمستجدات القانونية والاقتصادية والتكنولوجية، فلن تصبح خبيراً محترفاً، فالتقوقع داخل دفاتر ما تعلمته قبل 20 سنة دون فتح نافذة على الواقع المعاصر سيكلف خبرتك ثمناً باهظاً. الخبرة هي مزيج بين سنوات ممارسة فعلية وتدرج في الميدان، إضافة إلى تعلم وتدريب وتطوير مستمر للمعلومات وشبكة المعارف، فضلاً عن مواهب ومهارات شخصية يكتسبها الخبير مثل التواصل والإقناع والتفاوض.
ismailalhammadi@
Ismail.alhammadi@alruwad.ae
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.