«طفرة» رمضان

يبقى رمضان شهر الخير والجود الذي لا يشبهه شهر آخر من شهور السنة، وعادة ما كان الشهر الكريم يشهد فترة هدوء موسمية في القطاع العقاري في إمارة دبي، وذلك قبل عام 2022، إلا أن المطورين العقاريين استطاعوا أن يحولوا هذا الهدوء إلى فترة انتعاش، حيث يواصل القطاع للعام الثالث على التوالي تسجيل طفرة كبيرة خلال الشهر الكريم.

بحسب بيانات دائرة الأراضي والأملاك بدبي، بدأت المبيعات العقارية في الإمارة قبل عامين تسجيل مستويات قوية خلال شهر رمضان بقيمة بلغت 17.3 مليار درهم، ثم 32 مليار درهم في عام 2023، وأخيراً أكثر من 36 مليار درهم في رمضان هذا العام، لتكون المستوى الأعلى على الإطلاق لهذا الشهر الفضيل.

يعطي تسجيل هذا المستوى من المبيعات في رمضان انطباعاً جيداً للمستثمرين بأنه حتى المواسم المفترض أن تشهد هدوءاً تحولت إلى فترات انتعاش دورية، والدليل على ذلك شهر رمضان وشهور الصيف.

تعززت مبيعات العقار في دبي، من خلال الطلب القوي للمستثمرين والأثرياء وذوي الكفاءات والأفراد من ذوي الملاءة المالية الجيدة للعيش والعمل والاستثمار، إضافة إلى زيادة نسبة الاتجاه نحو التملك من قبل المقيمين بالدولة، وهذه تُعدُّ أهم العوامل الأساسية لانتعاش المبيعات في رمضان وغير رمضان، فالسوق العقارية تحللت من الانتعاش الموسمي في فترات معينة خلال العام، وأصبح الانتعاش طوال العام.

وتشير التوقعات والتقارير المتخصصة إلى أن المحفزات والمحركات للطلب على العقارات خلال شهر رمضان قد تستمر طويلاً لسنوات مقبلة، لاسيما أن توقيت شهر الصوم سيكون في فترات طقس معتدل.

بالتأكيد يثبت القطاع العقاري في دبي عاماً بعد آخر على أن حالة الهدوء ليست قريبة، وأن التوقعات تشير إلى مواصلة التألق، وتحقيق مستويات تاريخية على صعيد المبيعات والمعاملات، فالعوامل كلها داعمة، وهناك ثقة في السياسات الحكومية، وقدرات اقتصاد دبي على تسجيل نمو جيد.

وبفضل ذلك، من المرجح حصول المزيد من تحطيم الأرقام القياسية على صعيد حجم وقيمة التصرفات العقارية، وعدم التقيد بالعوامل الموسمية التي تؤدي لانخفاض التعاملات، لذلك قد نشهد صيفاً ساخناً آخر للمبيعات العقارية في دبي.

رئيس مجلس إدارة «شركة دبليو كابيتال للوساطة العقارية»

WalidAlzarooni@

walid.alzarooni@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

الأكثر مشاركة