درس جماهير السوبر
مع استضافة كل حدث كروي نشاهد أعداداً غفيرة من الجماهير تحضر المباريات بأرقام كبيرة، وشاهدنا لقاء السوبر السعودي بين الهلال والنصر، وقبل ذلك الأهلي والزمالك، والهلال والمريخ، ومختلف البطولات الأخرى التي استضفناها مؤخراً، مثل النسخ الماضية لمونديال الأندية، التي حظيت بحضور جماهيري غفير.
العبر التي خرجنا بها، أن أنديتنا فشلت في مسألة استقطاب الجماهير والجاليات التي نشاهدها بأعداد كبيرة في مختلف البطولات المهمة التي نحتضنها، وأيضاً في مناسبات رياضية أخرى، مثل سباقات الخيل والتنس والكريكت والرجبي، لكن الواقع مختلف تماماً في كرة القدم، التي من المفترض أن تكون اللعبة الشعبية الأولى!
الحقيقة واضحة، هي أن أنديتنا ليست جذابة، وكذلك مسابقاتنا المحلية، لأن نوعية المحترفين ضعيفة، ولا يوجد أجنبي واحد قادر على جذب الجماهير إلى الملعب، ناهيك عن ضعف المردود الفني في معظم المباريات، مروراً بغلاء أسعار المشروبات والمأكولات داخل وفي محيط الملعب، وصولاً إلى أن معظم الأندية لا توفر برامج تمكن العائلات من قضاء يومها، والاستمتاع قبل وأثناء وبعد المباريات، ناهيك عن أن الكرة الإماراتية تفتقد النجوم حالياً. في السابق كانت لدينا أسماء معروفة تتمتع بشعبية، مثل عموري وإسماعيل مطر وأحمد خليل وغيرهم، ولكن الآن لا يوجد لاعب واحد يتمتع بالنجومية.
الخيار بيد الأندية، فإذا أرادت أن تجذب الأنظار، وتخلق جماهيرية، فيمكنها أن تقوم بذلك عبر استراتيجيات وخطط، وليس المطلوب أن يكون لديك لاعب بوزن رونالدو، يكفي، كما في السابق، إذ كانت هناك أسماء تتمتع بمتابعة إعلامية وجماهيرية كبيرة، على سبيل المثال الغاني أسمواه جيان، ومثل هؤلاء اللاعبين يمكن الاستفادة منهم في تسويق مسابقاتنا، وفي الوقت ذاته من مردودهم الفني العالي، بدلاً ممن لدينا الآن من الأجانب، وأغلبهم ليسوا بمعروفين في بلدانهم.
تأثير كرة القدم تخطى المستطيل الأخضر، ووصل إلى جوانب عديدة في مختلف نواحي الحياة، ونعلم تماماً أن مسابقاتنا حالياً ضعيفة للغاية، وانعكس ذلك على منتخباتنا، والعودة إلى ما تم بناؤه في السابق، قبل 2017 ليس بالأمر الصعب، لكنه بحاجة إلى عمل حقيقي، وهو مفقود حالياً.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.