البرتغال: قِبلة الدارسين الجديدة

يبدو أن الصورة السائدة عن بعض الدول كقبلة للتعليم العالي بدأت معالمها في التغير، حيث ينسحب البساط تدريجياً من تحت أقدام بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا وكندا، وتتحول البوصلة تجاه دول مثل الصين والهند والبرتغال وبولندا. ومن ضمن الدول الأسرع في استقطاب الطلاب تبرز البرتغال، بما تقدمه من مزايا، أهمها احتساب مدة الدراسة ضمن المدة اللازمة للحصول على الإقامة الدائمة ومن ثم الجنسية، بعكس بريطانيا التي لا تحتسب تلك المدة.

ومن ضمن المزايا المهمة انخفاض كُلفة الدراسة والمعيشة، مقارنة ببريطانيا والولايات المتحدة، وأيضاً ارتفاع جودة الخدمات الصحية والوفرة النسبية للوحدات السكانية وسكن الطلاب، وكذلك كونها ضمن الاتحاد الأوروبي فإن هذا يُعدُّ ميزة نسبية كبيرة. ومن الجدير بالذكر أن هناك فرصاً كبيرة للبحث العلمي والابتكار، خصوصاً في المجال الصحي والتكنولوجي، ويشارك العديد من الجامعات البرتغالية في أبحاث مهمة عالمياً، لاسيما في مجالات مثل العلوم البحرية والتكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة، ما يتيح للطلاب فرص المشاركة في المشاريع المتطورة. وأغلب الجامعات والمعاهد البرتغالية مُدرجة ضمن أفضل 500 جامعة على مستوى العالم.

من ضمن المزايا الأخرى الثراء الثقافي، حيث تتمتع البرتغال بتاريخ غني، ومشهد ثقافي نابض بالحياة، حيث يمكن للطلاب استكشاف مواقعها التاريخية، إضافة إلى المشاركة في المهرجانات والفعاليات المحلية، ومن المزايا كذلك تنوع المطبخ البرتغالي وأصناف الطعام المختلفة وبأسعار في المتناول، وخصوصاً الأطعمة البحرية، حيث لم أرَ في جودتها في أي دولة أوروبية أخرى، يكفي أن هناك نوعاً واحداً من الأسماك يمكن تقديمه بأكثر من 200 وصفة.

كما أن البيئة ودية، حيث يشتهر الشعب البرتغالي بكرم ضيافته، ما يسهل على الطلاب من الدول والثقافات المختلفة التكيّف مع البيئة الجديدة. كما أنها دولة صغيرة نسبياً من حيث عدد السكان، حيث لا يزيد عدد سكانها على 10 ملايين نسمة، ربما يكون عامل اللغة أحد التحديات، لكن اللغة البرتغالية من اللغات السهلة، والجدير بالذكر أنه بمجرد حفظ 1000 كلمة باللغة البرتغالية، فسيمكنك فهم 85 ألف كلمة، وقد تكون فرصة ذهبية لتعلم لغة جديدة، واكتساب مهارات إضافية، وعموماً هناك أعداد متزايدة من البرامج التي يتم تدريسها باللغة الإنجليزية، لكن بالطبع تعلم البرتغالية يعزز السيرة الذاتية، حيث إن هناك ما يزيد على 300 مليون نسمة يتحدثون بها في ثماني دول هي البرازيل، البرتغال، أنغولا، ماكاو، موزمبيق، غينيا بيساو، كابا فيردي، ساو تومي.

Garad@alaagarad.com

Alaa_Garad@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.