إرث زايد
إن الإرث الإنساني للأب المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لا يقتصر على نموذج الوحدة العربية والإسلامية، الوحيد الناجح والمستمر والمبني على أسس راسخة في الأرض، بل يستمر إرثه على أصعدة عدة، وفق نموذج إنساني للقيادة والحكمة والتطور، إذ بلغت قيمة مساعدات دولة الإمارات للعالم أكثر من 24.64 مليار دولار لأكثر من 100 دولة، خلال فترة رئاسته التي استمرت 33 عاماً. وحافظت عليه قيادات الدولة بمراحلها من التأسيس، إلى التمكين، وصولاً إلى مسيرة المئوية، مع دعم لا محدود، وتقديم مساعدات حاسمة كمثال في الأشهر الأخيرة لدعم الفلسطينيين المتضررين من الحرب في غزة، فضلاً عن حملة وقف الأم الأخيرة. لقد جاء تزامن الإعلان في يوم زايد للعمل الإنساني والذكرى الـ20 لوفاة المغفور له، الشيخ زايد، من قبل قائد المئوية، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إذ أطلق مبادرة «إرث زايد الإنساني» بـ20 مليار درهم، المساهمة الإنسانية الأكبر لإحياء الرؤية الإنسانية للوالد المؤسس لدولة الإمارات.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على موقع «إكس»: «في يوم زايد للعمل الإنساني والذكرى العشرين لرحيل الوالد المؤسس، صاحب الأيادي البيضاء ورمز الخير والعطاء والإنسانية، نعلن عن مبادرة إرث زايد الإنساني بقيمة 20 مليار درهم، سيراً على نهج زايد، واستلهاماً لقيمه في دعم كل ما ينفع الناس، ويخفف معاناتهم، ويغير حياتهم إلى الأفضل. رحم الله الشيخ زايد جزاء ما قدمه للإنسانية وما تركه من إرث خالد في التضامن بين البشر».
كما كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على منصة التدوين «إكس»: «باقٍ معنا بخيره.. حاضر معنا بعطائه.. لم يغادرنا، وكيف يغادر من بنى للخير دولة.. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه».
إن تكريم المساهمات الكبيرة للأب الباني للاتحاد، وأول رئيس للدولة كل عام في الـ19 من رمضان، رمزية تربط شهراً مباركاً برجل صنع التاريخ وبنى وطناً، إذ تكرم هذه المناسبة المسار الخيري الذي رسمه الشيخ زايد لأجيال الإماراتيين ليتبعوه. إن الإرث الإنساني والإنجازات التاريخية للشيخ زايد يستحق التوثيق والنشر، فتحت قيادته لدولة ناشئة، تم إنشاء «صندوق أبوظبي للتنمية» و«مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية»، وهو خير مستدام تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل. يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: «اليد العُليا خيرٌ من اليد السُّفلى»، «اليد العليا: المنفقة المعطية». ولتبق الإمارات دوماً يداً للمساعدة والعون تعلو على المبغضين دعاة الفرقة.
مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.