دبي.. المدينة التي شيّدتها الخطط

المشهد الذي تراه اليوم في دبي من بنية تحتية متطورة، ومساحات خضراء، وأبراج ومجمعات عقارية، أو بالأحرى المشهد العقاري العام للمدينة، وتحولاتها التي سجلتها في قطاعات الصناعة والتجارة والسياحة والضيافة، والتعليم، والصحة، والزراعة، والتكنولوجيا، لم تأتِ مصادفة، ولم تتم بين ليلة ويوم، بل هي نتاج سلسلة طويلة من خطط تنموية كبيرة وشاملة.

بدأت أولى هذه الخطط في 1960، تلتها خطط كان لها أثر كبير في تغيير مشهد دبي، منها «خطة دبي الاستراتيجية 2015» التي أطلقت في فبراير 2007، و«خطة دبي الاستراتيجية 2021» في عام 2014، ثم «خطة دبي 2030» التي أطلقت في 2021، و«خطة دبي الحضرية 2040» التي أطلقتها الإمارة العام الماضي 2023، وتعدّ الخطة السابعة في تاريخ الإمارة التي تهتم بتعزيز نمو دبي وتقدمها.

عبر كل هذه الخطط، تضاعف حجم سكان دبي أكثر من 80 مرة، من 40 ألف نسمة في عام 1960 إلى أكثر من 3.6 ملايين نسمة حالياً، والهدف هو الوصول إلى 5.8 ملايين نسمة في عام 2040. كما تضاعفت مساحة المنطقة الحضرية والمبنية في دبي من عام 1960 إلى اليوم أكثر من 170 مرة، وارتفعت من 3.2 كيلومترات مربعة إلى أكثر من 1490 كيلومتراً مربعاً. كما سترتفع هذه المساحات إلى أكثر من ذلك مع بدء تطبيق «خطة دبي الحضرية 2040»، التي من بين أهم مستهدفاتها: مضاعفة المساحات الخضراء والترفيهية والحدائق العامة، وإنشاء شبكة من المسارات الخضراء تربط مناطق الخدمات، والمناطق السكنية، وأماكن العمل، إضافة إلى مضاعفة مساحة الأنشطة الفندقية والسياحية بنسبة 134%، ورفع مساحة الأنشطة الاقتصادية إلى 168 كيلومتراً مربعاً. كما تهدف الخطة إلى رفع مخزون مساحات الأراضي المخصصة للمنشآت التعليمية والصحية 25%، وطول الشواطئ المفتوحة 400%.

يجب العلم بأن تطور دبي لن يقف عند عام 2040، بل ستليها خطط مبتكرة تعزز تطورها، وهنا نستنتج أن دبي تم بناؤها وفق مجموعة خطط ورؤى مدروسة، ولهذا تجدها متماسكة وقوية في مواجهة مختلف التحديات العالمية والإقليمية. ومن دبي يجب أخذ العبرة بأن الخطط ضرورية، ويجب عدم الاستهانة بها، ومن لا يعرف التخطيط، لن يتقدم كثيراً نحو الأمام، ولن يواكب التطورات.

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.