رسائل خبير في العقارات
هذه السطور والجُمل أكتبها لكم عن خبرة سنوات متتالية، قضيتها حتى الآن في قطاع العقارات، مستشاراً، ووسيطاً، ومثمناً عقارياً، ومستشار تطوير أعمال ومشروعات عقارية إماراتياً، وأهدف من خلالها إلى توجيه رسائل تشجيع ودعم لكل من يرغب في العمل بالعقارات من الشباب.
خلال مهنتك في القطاع العقاري عبر سنوات طويلة ستكتشف الكثير عن هذا العالم المملوء بالمعلومات والمفاجآت السارة وغير السارة في الوقت نفسه، معلومات لم تتدرب عليها، أو لم تجدها في مختلف مصادر التعليم والبحوث التي اطلعت عليها سابقاً، بحكم أنه قطاع متغير، وتتحكم فيه عوامل عدة. وبحكم ممارستك عملك في الميدان، ستجد في كثير من الأحيان أن الواقع يختلف عمّا تلقيته نظرياً، وهذا يحدث بالإجماع في مختلف القطاعات. لا أحد وجد واقع عمله مطابقاً تماماً لما تعلمه ودرسه في الجامعات وتدرب عليه في المعاهد، فالواقع هو أفضل معلّم ومدرب.
ستجد أن ما كنت خائفاً منه أصبح أسهل في التعامل معه، والعكس، فما كنت تظنه سهلاً ستجده صعباً، ويتطلب منك جهداً مضاعفاً وحنكة في إنجازه، ومع استمرارك في العمل في هذا القطاع، ستكتشف أن المهمة التي كنت تقضي أياماً لإتمامها في بداياتك، أصبحت لا تأخذ منك سوى ساعات أو دقائق أو حتى ثوانٍ معدودة لإنجازها.
ستجد نفسك محاطاً بمجموعة واسعة ومتشعبة من الجهات والأطراف التي لها علاقة بالعقار، لم تكن على علم بها من قبل، وستواجهك تحديات عدة لم تكن في حسبانك، ستتعلم منها أكثر فأكثر، وستصادفك أنواع مختلفة من البشر، سواء كانوا من فئة متعاملي السوق أو زملاء المهنة. ومع كل نوع ستتعرف إلى عقليات وخلفيات اجتماعية مختلفة، تمنحك الخبرة والمرونة في التعامل معها، ومع كل ما شابهها. كما ستتكوّن لديك قاعدة من المعارف والمهارات تساعدك على اختيار المفتاح الصحيح لفتح باب النقاش وإقناع من هو أمامك. وعندما تتعمق أكثر في القطاع ستجد نفسك تفرح وتسعد أكثر من المتعامل نفسه عندما ينجح في تحقيق هدفه ومبتغاه بمساعدتك. مجموعة التجارب التي تدخلها في هذا القطاع لا حدود لها، سواء الناجحة منها أو الفاشلة، وستعطيك الكثير من الخبرة لتبتكر وتبدع في تقديم أفضل خدماتك للمتعاملين معك، ومع كل ما تمر به ستصنع لك اسماً وبصمة خاصة في السوق. هذه البصمة إما أن تكون لمصلحتك وتخدمك على المدى الطويل من مشوارك المهني، أو تكون ضدك فتنهي رحلتك سريعاً في قطاع العقارات، وتضطرّ على إثرها إلى النزول في أول محطة يتوقف عندها القطار.
ismailalhammadi@
Ismail.alhammadi@alruwad.ae
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.